ما من شك أنَّ الحرب في اليمن مازالت تشتد ضراوتها وترتفع السن لهبها وتخرج من حال إلى حال دون أن يحقق طرف من الأطراف الضالعة في القتال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أيِّ تقدم يذكر رغم الفوارق في العتاد والقوى , لكن الحرب تستمد وقودها الذي يؤججها ويزيد من لهيبها واستعارها ليس من قوى داخلية واقليمية بل من يدفع بالحرب نحو الاستمرار قوى دولية ذات مصالح في ارهاق الاطراف المتصارعة واستنزاف قواهم وتدميرها حتى تبقى رهن السيطرة وقادرة على توجيهها وابقائها في حال تبعية وسيطرة تامة لها من قبلها. رغم كل الامكانيات العسكرية التي دخل بها التحالف بزعامة المملكة العربية السعودية وكل الدعم اللوجستي المقدم من دول الغرب والولايات الامريكية إلا إنها تأخرت في حسم الحرب مع مليشيا ايران في اليمن جماعة الحوثي التي بالمقارنة إلى معسكر التحالف لا تملك إلا القليل من العتاد رغم ما تتلقاه من دعم ايراني ومن يقف خلف ايران من معسكر الند للولايات المتحدةالامريكيةروسيا والصين. ومن التأثيرات السلبية التي هزت دول الاقليم خاصة قبل غيرها سواء كانت دول ضمن معسكر التحالف أو خارجه فقد وصل تأثير حرب اليمن ليمس بمصالح دولية واقليمية اقتصادية بحثة من جوانب عدة فقد تحملت دول الخليج وعلى وجه الخصوص دولتي التحالف الرئيسة في خوض حرب اليمن ألا وهي المملكة العربية السعودية حيث تكبدت الدولتان فاتورة الحرب كاملة من حيث النفقات العسكرية ومالات الحرب الاجتماعية والاقتصادية على الساحة اليمنية إلى جانب نفقات شراء الولاءات الاقليمية والدولية. إن المتتبع لسياسات التقشف التي تمارسها دولتي التحالف على مستوى الخدمات في تلك الدول وبحثها عن مصادر اضافية وجديدة ترفد ميزانياتها التي انهكت في ظل مصروفات الحرب المستمرة لقرابة الخمس سنوات وتراجع تصدير منتجاتها الاقتصادية المحلية أو المستوردة والتي كانت اليمن أحد أسواقها إضافة إلى أسواق أخرى في الوطن العربي ألت إلى مآل اليمن حيث تدهورت الحالة الاقتصادية في بلدان العرب التي أصبحت ساحات قتال للصراعات التي اشعلتها دول اقليمية ودول في تلك البلاد ومنها اليمن. والأكثر من ذلك القلق التي تعيشه دولتي التحالف من اطالة أمد الحرب بعد ان فقتدت القدرة على حسم الحرب وتحديد اجل لا نهائها وبذلك تظل دائرة الانفاق مفتوحة وميزانية الحرب تتدفق دون الوصول إلى أهداف التحالف . حالة القلق لم تعد اقتصادية بل تعداها إلى حالة الهلع من المساس بمصالح حيوية عسكرية ومدنية في طور دخول مليشيا الضلال في حالة من الهوس وهي تبحث عن تحقيق انتصارات وهمية ترفع بها الحالة المعنوية لاتباعها الذين ارهقتهم الحرب طويلة الأمد وتنصل القوى الراعية للحرب عن تحديد الأجل لأنهاء الحرب حتى القوى الاقليمية الكبرى الداعمة لكلا أطراف الحرب والتي لن تتدخل وتصدر قرارات ملزمة إلا حين يتحقق لها مستوى الأطراف التي تخوض الحرب وإلى أي مستوى وصلت إليه حالتها الاقتصادية والعسكرية من الضعف والانهاك.