(أنما الملك بالأعوان ) عبارة قالها أحد الملوك القداماء ، وهذا يدل على مدى حكمته ، لتعلم قيادتنا السياسية العليا في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ، أننا ودعما لترسيخ سياسه الانتقالي داخليا وخارجيا وبين أوساط المجتمع الجنوبي تأييدا وانتصارا له ولقضيتنا الجنوبية ولشعبنا المناضل الصابر المرابط ولانتصارات قواتنا المسلحة الجنوبية ، أننا نكتب أفكارنا ومقالاتنا وتقاريرنا ونشاطنا الإعلامي بشكل عام بطعم الدم ، قهر أن نجد ذلك الجهد المبذول محبوس التداول والنشر والاطلاع بين القيادة الجنوبية الوسطية وبين العامة فقط ، دون أن يكون له درجات رقي عند قيادتنا العليا منها يصل إليهم . مؤلم ان تبقى تلك الفئة المتذوقة طعم الدم في كتاباتها غائبة عن علم ومعرفة قيادتنا بهم ، ولا حتى عن أسمائهم ، إلا من ندر منهم ممن هم حولهم ، أو ممن كانت شهرتهم قد سبقت زمن تأسيس الانتقالي الجنوبي ، رغم أن كتابات تلك الفئة الوسطية تنشر على مستوى واسع في مختلف مواقع الصحف ومواقع آخرى ، وفي صحف ورقية كبرى يفترض أن تكون في متناول أيدي قيادتنا العليا في أغلب الأحيان أن لم تكن بشكل يومي . مثلما نقدر الدور الكبير لقيادتنا العليا في أعطاء أنفسهم اهتماما بمتابعة مايقوله أعدائنا ودراسة ماتؤشر إليه أفكارهم من خطورة على الانتقالي والجنوب ، عليهم أيضا أن يعطوا أنفسهم اهتماما ولو بسيطا بمتابعة مايقوله كتاب ونشطاء الجنوب وافعال القيادات الوسطية التنظيمية ، كوننا جميعا مكملين لبعض . في أعوام النضال السلمي الجنوبي وبسبب طبيعته النضالية تكونت علاقات وروابط وتواصلات عظيمة جدا بين القيادة العليا والقيادة الوسطية والجماهير ، أدت إلى سهولة تبادل وجهات النظر بينهم وبشكل مباشر . اليوم والقيادة العليا للانتقالي الجنوبي تعيش شبه سلطة ، يتوجب عليها ان تأخذ الحذر ، وان لا يجعلون من شبه السلطة تلك سلطة مغلقة على أنفسهم ومسؤولي دوائرها وموظفي السكرتارية ، بعيدا عن مزج ومشاركة تلك السلطة مع القيادات الوسطية ، والتلمس لهمومهم وخدماتهم ، والأخذ بيدهم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم ، وعليهم أيضا أن تكون ممارستهم لشبه السلطة تلك متماشيا ومرتبطا بنفس النسق النضالي الذي يعيشه شعب الجنوب في إصراره على استعادة دولته . مازلنا جميعا شركاء في النضال ، فلنكن أيضا جميعا شركاء في مساعدة بعضنا البعض في حدود الإمكانيات المتاحة ، ليس عيب أن تطرح القيادة الوسطية مطالبها على طاولة القيادة العليا ، الموجع أن توضع عراقيل وممنوعات مستمرة تحول بين القيادة العليا والقيادة الوسطية ، وليس لزاما على القيادة العليا أن تنفذ تلك المطالب بحذافيرها ، وإنما في حدود المعقول والممكن والمتاح ، للمستحقين والمبذلين أعمالا جبارة ، الذي بدوره سيعطي نشاط نضالي حيوي مستمر متجدد متكامل بين القيادة العليا والقيادة الوسطية وجماهير الشعب حتى تحقيق النصر الجنوبي العظيم .