لعل الادارة تأتي على رأس اعمدة بناء الحضارات والثقافات وانظمة الحكم للامم وكذلك الشعوب.... ولكن كيف يستطيع الانسان ان يصل الى كفاءات أو الى مؤهلات المدير الناجح ؟ وهذا طموح مشروع من حق اي انسان ذكر أو انثى ان يسعى جاهدا لنيله لاسيما الطامحون الى المجد وتخليد التاريخ فضلا عن محبي الخير واسعاد البشرية والعاملين لما بعد الدنيا..... واذا ماعدنا الى محاولة الاجابة عن السؤال واقول محاولة الاجابة لأنني لست متخصصا في علوم الادارة ولكنني مجتهد وقارئ واقع ؛ لذلك فإن الادارة الناجحة هي عصارة تجربة المدير الناجح ، والمدير الناجح يجب ان يأتي الى الادارة وقد تحصن أو احتمى بكثير من الاسلحة الفطرية والمكتسبة ، منها على سبيل التمثيل لا الحصر: الصدق ، العدل ، النزاهة ، الحزم ، الاخلاق ، الكرم ، والشعور بأن الرقيب الاعلى يرافقك في كل عمل تقوم به ، وغيرها من السمات... ولاريب ان هذه السمات وغيرها تزيد بهاء وتجذرا اذا صقلت بالتعليم والتعلم والممارسة.... وهناك صفات اخرى اظن انها تكتسب ، مثل المرونة ، تقبل الرأي الآخر ، الحضور الى العمل باكرا ، متابعة الموظفين في كل عمل يوكل اليهم ، الطموح الى صناعة الافضل في ادارتك ، التخطيط المسبق لكل عمل تريد القيام به ، رسم الاهداف لاي خطة عمل تريد القيام به ، عدم التمييز بين الموظفين ، استخدام مبدأ الترغيب والترهيب تجاه موظفيك ، التواضع...... وغيرها. اعود لتفصيل بعض الصفات ولكن بإيجاز شديد ، ومنها الصدق ، والصدق امر سام ، وقد تعاني كثيرا من تبعاته في اول الامر لكنك في الاخير ستحظى باحترام كل من حولك اذا التزمت به في كل تعاملاتك.... قد يخالفني الرأي آخرون اقول لهم اجل ربما تستطيع تصدير الوهم لموظفيك والاكاذيب وتمارس عليهم الخداع والتضليل ولكن الى اجل غير طويل ثم تجد نفسك منبوذا من الجميع....نذهب الى العدل وهو اساس الحكم كما يقولون ، الم يقل المبعوث الفارسي الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب - بعد ان وجده نائما تحت شجرة في المدينةالمنورة وحوله قطيع من الماشية - 'حكمت فعدلت فأمنت فنمت ' ؟ فاذا اردت الاستقرار والرخاء يحلان في ادارتك فكن عادلا بين موظفيك..... اما اذا ماعمدنا الى النزاهة فسوف نجدها من اهم عوامل التوجيه والتربية في فنون الادارة ، فمن المستحيل ان تصنع ادارة ناجحة وانت لصا جشعا تلهث وراء الكسب غير المشروع... الم يقل الشاعر: يا أيها الرجل المعلم غيره ** هلا لنفسك كان ذا التعليم ابدأ بنفسك وانهها عن غيها ** فاذا فعلت فانت عظيم لاتنه عن خلق وتاتي مثله ** عار عليك اذا فعلت عظيم ايضا من فنون الادارة الحزم ويعني الارادة والعزم القوي لتنفيذ أي رأي ترتئيه ومنه ان تختار الرأي السديد الذي تؤمن بأنه سيعود بالخير لادارتك وموظفيك ومجتمعك ثم قم بتنفيذه بعزيمة لاتفل وارادة لاتقهر ، الم يتوج ذلك الشاعر بالقول: اذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ** فإن فساد الرأي أن تترددا وقبل هذا وذاك يجب ان تعلم يقينا ان هناك من اعلى السموات والارضين خالق عظيم رقيب يطلع على كل ماتعمل وفي كل زمان ومكان وانك ستمثل غدا بين يديه للمساءلة والمحاكمة العادلة عما فعلته في الدنيا من خير او شر.... اعزائي القراء للحديث بقية.... انتظرونا في الحلقة القادمة.