الحديث عن 13 يناير ينبغي التأكيد عليه من حيث القلق والخوف فقط بأن لا تتكرر مثل تلك المأساة، أما طي صفحة الذكرى (الكارثه) فذلك يحتاج له من العمل الجاد الصادق والقيادات التي تمتلك القدرة والكفاءة على طي صفحة الماضي الشئ الكثير.. كارثة 13 يناير أكدت فشل إنتاج دولة المواطنة.. حيث توزع الناس على مرابعهم الأولى من حيث أتوا ولا زالوا إلى اليوم . ولاشك أن مأساة 13 يناير 86م هي نتاج تراكمات البذرة الأولى للخطة والتي اثمرت حصاد الدم. وللأسف أن التوظيف السياسي للمأساة اليوم طغى أكثر من اللازم. اليوم مع تعقد اوضاعنا لأسباب إقليمية وداخلية يبدو أن الحوار الجنوبي/الجنوبي الذي نناشد به مازال أمره بيد الإقليم أكثر مما هو بيد الفرقاء ولسنا بحاجه لإثبات ذلك. حيث أفرز واقع الممارسة الكثير مما يشي بعمق الأزمة وفشل السياسة في إدارة الأمور وهذا ديدنهم كما يبدو. ولا أظن أن قيادات الجنوب اليوم لديها الإمكان الحضاري لحمل هذا العبئ وإخراج الوطن من بوتقة استجرار المآسي والنظر بعين ثاقبة إلى المستقيل الذي ترنو إليه قوى الخير والصلاح.. لكنها ممنوعة من الوصول إلى مواقع القرار حتى تستمر لعبة الدوامة ويستمر الآخرون في التحكم بمستقبل الوطن عن بعد . والسبب الرئيس في ذلك هو غباء قيادات الجنوب سابقاً ولاحقاً.