حينما جلست أحدث نفسي عن الجمال الذي خلقه الله في هذه الدنيا: كيف لعبد ضعيف أن يجيب نفسه ويفسر لها بأن هذا من صنع الطبيعة أو من صنع الأباء الاولين . رحلت من أرض الله المقدسة راجيا متوسلا أن يكون ذهابي إليها ورجوعي منها يصنع شخصا آخر، خاليا من الذنوب، مقاوما للمعاصي، درويشا يعيش في عبادة الله حتى يلقى الله ولا يدخل في جدل ولا يضجر من حياته ، خرجت من بيت الله الحرام وطلعت باص الرحيل بعد مشكلة في الباص بسبب عدم توفير الباص المريح وقد أنتظرنا كثيرا من الساعات مطالبين بتوفير الباص الجيد الذي يوصلنا إلى اليمن ونحن على قيد الحياة، وصل إلينا باص آخر وركبنا فيه، وانتظرنا فيه وقت طويل وكأنه تاديب لنا لماذا عارضنا هههههههه. سار بنا الباص والجو يوحي بنزول المطر ومرينا على منى وقد ألتقط صورا فيها ودعيت الله أن ييسر لوالدي حجا هذه السنة وييسر لي حجا قريبا ونحن بخير وعافية حلق بنا السائق اللبناني أو السوري لا أعلم من أين هو فقد سألنا وقال ضاحك أنا يافعي من المفرق، ولما خرجنا من مكة وإذا بالمطر يقول لازم رشة قبل الوداع، وطبعا ما وقعت رشة وقعت رعشة من قوة المطر ولما تفتح ستار النافذة ترى خلق الله من الغنم والأبل، والبشر جالسين ومعهم الدلة والقهوة والدست يشعل، والمطر يرش عليهم، والسيل يخرع أمامهم، والله حسدتهم على هذه السعادة التي هم فيها وحسيت أني بينهم أتكلم وأضحك. وإذا رسمت هذا المنظر ستكون لوحتك أفضل لوحة في العالم وستعرض في فرنسا وإيطاليا وجنب جسد فرعون أيش دخل فرعون باللوحة أعذروني مازآلت الدهشة والسعادة تتغشاني وتجعلني لا أعرف كيف أكتب وماذا أقول وقد كتبت هذا الشعر مدري النثر وأنا لست شاعر ولا ناثر لكنه طلع من هول اللحظة جميلة هي قوية هي تلمع بضياء تداعب السماء عشقتها أنا أمطرتني بها شعثها سلا حبها رجا ماذا أنا وماذا هي تسيل كماء تطير كهواء صارحتها أنا بحبي لها ومنك الرجا يا إله العلى