سحر الأرض حين تتخضب بدماء أبناءها.. و نكهة السماء عندما تتدفق المشاعر سيلا يجتاح القلب العاشق للحُرّية و الكرامة..ترسم لنا بتضحيات أبناءها معنى الحياة.. طيفاً ممتداً في أفق التحدي.. يغرس بذور المستحيل و يحصد عناقيد النصر. مثل يوم السادس والعشرين من شهر يناير صباح يوم الجمعة عام 2017، تاريخا مفصليا في تاريخ الجبهة "كرش، و حماله، و شيفان، و القبيطة، و حيفان"، بشكل خاص و الجنوب بشكل عام، فقد انطلقت فية عملية (بركان محور كرش) التي تمكن من خلالها قيادة و ضبّاط و أفراد الوية الحزم و الحزام الأمني قطاع ردفان و المقاومة الجنوبية بدعم من التحالف العربي- عدن من جانب القوّات المسلحة الإمارتية من تحرير تلك المناطق الحدودية مع مناطق المحافظات الشمالية اليمنية من قبضة مليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية. كان يوم صباح اليوم السادس والعشرين بمثابة يوم قطف فيه الأحرار ثمرة نضالهم على مدى أعوام، في مواجهة الآلة العسكرية للانقلابيين، والتي لم تستثني مدرسة أو منزل أو مستشفى إلا وقصفته، ولا طفلا أو شائبا أو حتى امرأة إلا و استدفهم القناصة، لكن هذه الأساليب الأجرامية لم تفلح في إركاع الجنوبيين واهله، و الذين ظلوا صامدين مقاومين في وجة الطغاه. و بكل القيم و الإخلاص و الولاء، و الانتماء المزروعة في قلوب المقاتليين الجنوبيين، و تخليداً و وفاءً و عرفاناً بتضحيات و عطاء و بذل لأبناء القوّات المسلّحة الإمارات العربية المتحدة الذين وهبوا أرواحهم لليمن جنوباً وشمالاً لتظل راية وطنا خفاقة عالية، وهم يؤدّون مهامهم و واجباتهم الوطنية في وطنا في الميادين الشرف والبطولات، و باسم قيادة و ضبّاط و أفراد الوية الحزم، و و الحزام الأمني قطاع ردفان ، و المقاومة الجنوبية، وجميع الجنوبيين، و باسم اللواء الركن/ فضل حسن العمري قائد المنطقة العسكرية الرابعة قائد اللواء الثاني مشاة حزم. نيابتاً عنهم نكتب إلى الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، التي احببناها حباً لا يوصف، وإلى القوّات المسلحة الإمارتية. ونقول : نحن نفخر بكم وكل مواطن جنوبي يفخر بكم.. وكل إنسان شريف يتشرف بان يشيد على أيديكم. أتوجه ويتوجه الجنوبيين بالتحية إلى ابطال القوّات المسلحة الإمارتية وإلى أهاليكم و الشعب الإماراتي.. لأنكم أنتم الأبطال الحقيقيون الذين إلى جانبنا و قفوا و دافعوا عن بلاد اليمن، و أسسوا لهذا الأنتصارات في الجنوب و الشمال، خضتم معانا معارك كبيرة خلال هذه السنوات ولا يمكن ان ننسى أدواركم البطولية، ولا ننسى دعمكم السخي في المجال العسكري و الإنساي و التنموي، و قلوبنا و عقولنا معكم، وإلى جانبكم سنخوض معكم التحديات. وبشكل خاص أكتب واتوجه ويتوجه الجنوبيين بالتحية إلى قيادة معركة التحرير بقيادة سعادة القائد العميد ركن/ محمد خميس ابو خالد"، وإلى سعادة العقيد ركن/ راشد أحمد النيادي". و يكفينا فخاراً و زهواً بأن المجد عقد عليهما قِرانه، وأنهما لا يتعطران بغير عروق الجبين، و أنهما مثل نبات الأثل : كُلّما عبثت بهم المناجل.. أزدادوا توغلا في الأرض و أنتشارا، فأنتما طودان يحكيان التاريخ و قلبان نابضان ليحفران في ذاكرة الأجيال موقع النزال للدفاع عن الدين و الوطن حفظهما ودامهما عزاً وفخراً لدولة الإمارات العربية المتحدة. وكما اتوجه ويتوجه الجنوبيين بالتحية إلى حامي الحمى ودرع الوطن الواقي من كل متربص ومتاجر.. سيد المقام سعادة القائد العميد ركن/ راشد الغفلي ابو محمد الذي وجدناه دائماً مع مصلحة اليمن إينما دارات ، ولا ينحني ولا ينكسر أمام المتغيرات التي لا تخدم اليمن و الوطن العربي، يعرفه الجميع في عدن بمواقفه البطولية الوطنية والإنسانية في كل النواحي ، قائدا همام ضرغام بالحنكة والحكمة والتوازن و تواضع. صفحات مشرقة مجيدة وسجل ناصع مشرف لدولة الإمارات في دعم اليمن شمالاً و جنوباً، و الوقوف معه في الرخاء و الشدة، وهو نهج راسخ أصيل، غرسه مؤسس دولة الإمارات الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان" طيب الله ثراه، و وطد أركانه من بعده الحكام الأوفياء، الذين كانوا خير خلف لخير سلف، مما ساهم في تعزيز المكانة الخارجية لدولة الإمارات تجاه أشقائها في اليمن شمالاً و جنوباً، بكونها خير سند و عضد لليمن، و خاصة في المحن و الصعاب و مواجهة المهددات و التحديات.