مكثت أكثر من حوالي سنة كاملة في هذه الجزيرة الجميلة الطيبة بأهلها وناسها وجمال طبيعتها الخلابة التي تسحر العيون. شواطئ جميلة وجبال مكسوة بشجرة دم الأخوين وكثير من الأشجار النادرة. لايعرف أهلها الى طيابة القلب ونقاؤته يكرمون الضيف ويرحبون به بحفاؤه. بعيدون كل البعد عن الصراعات ولا يحبون أن يروا هذه الجزيرة في يوماً ما أن تنجر ورأى أي صراع دخيل عليها. الجميل والأجمل أني لم الاحظ طوال هذه الفترة شخصاً واحداً حامل لسلاح ولا يحبون أن يتبجحون به ولم تكتب جرائم هناك. هذا إن دل على شيء إنما يدل على مسالمة وتعائش أبنائها. سقطرى اليوم ليست مثل سقطرى الأمس عكروا وكدروا صفاؤة ونقاؤة جوها الجميل الصافي والأبيض من قلوب هؤلاء. سقطرى لم تعرف التحزب ولا الحزبية سقطرى ظلت طوال الفترة الماضية مفتوحة لقلب كل يمني يريد أن يتمتع بجوها الجميل. سقطرى بعيدة كل البعد عن الصراعات التي تدور في هذه البلد .. يمتد الصراع شمالاً وجنوباً في يمنّا هذا ولم يصبها شي من ما يدور . محفوظة بربها وبرجالها. مغازلة سقطرى ومحاولة السيطرة عليها بدأت بقدوم دول التحالف إلى اليمن لمحاربة الحوثيين حليف إيران وبطلب من فخامة الرئيس/ عبد ربه منصور هادي. استغلت دولة الإمارات هذا التواجد فذهبت مباشرة إلى أقصى البحار وحطت رحالها هناك على الرغم من البعد الجغرافي الهائل عن تواجد مليشيات الحوثي الذي جاءت من شأنها التحالف والإمارات. لتبدأ النوايا الغير مسرة تلوح في الأفق بطلب الإماراتيين استئجار الجزيرة ولعشرات السنوات وهذا ما قوبل بالرفض من قبل فخامة الرئيس وأبناء هذه الجزيرة. لتبدأ العدواة والبغضاء بين حكومة الشرعية والأخوة الإماراتيين بسبب هذا الطلب. ليحاول الإماراتيين مرارا وتكرارا فصل الجزيرة عن الجمهورية اليمنية ومحاولة إغرأ شبابها بامتيازات كبيرة لكنها دائماً ما تصتدم هذه المطامع بصخرة وطنية أبناء تلك الجزيرة. وبعد أن وصلت الإمارات إلى باب مسدود غادرت الجزيرة مغادرة جزئيه وليست كلية. لتحل محلها المملكة العربية السعودية في إتفاقية تبادل الأدوار مع تشابه المطامع والنوايا. صحيح أن المملكة والإمارات تعملان ليل نهار وتساعداننا في محنتنا هذه لكن بعين ويد واحدة مع بقاء العين واليد الأخرى على المطامع الشخصية المتمثلة في المناطق الشرقية وخاصة المهرة وسقطرى. عمان اليوم دخلت خط المنافسة فأرسلت رتلاً من الطائرات لمساعدة أبناء سقطرى والتي غالباً مايبدى الاستعطاف والتقرب للوصول إلى الغاية عبر هذه المساعدات الإنسانية. نتمنى من دول الخليج أن يحسنوا النوايا ويواصلوا المسير الذي جاءوا من أجله. بعيداً عن المطامع الشخصية التي شقت الصف اليمني. عيشوا في رفاهتكم وابراجكم واتركوا سقطرى وشأنها في جوها الشاعري.