وجدت أن الحديث عن الغمزات والضحكات ، باعث للسرور والراحة ، وطارد للهموم والأرق ، فعن بالا سأكتب ، وعن عثمان سأبوح ، عن مشاعر تبادلوها سأسرد ، وعن مواقف عَلِقت في خياليهما سأطنب ، عن ذلك الحب ، ومدينته ، سأكتب بإسهاب ، وسأغض الطرف عمن يشتمني وينتقدني. نعم لا علاقة لي بما يجري في نهم ومأرب ، ولا بحصار مدينتي ، ولا عن هجر حبيبتي ، ولن أخبر أحدا لا بالفيس ولا بالواتس عن تاجر الإكسسوارات (راشد كرامي) ، في دولة نقيل الإبل ، والذي طلب مني (1700) ريالا ورقيا جديدا ، كقيمة باقة مزايا ، فأوراقنا النقدية هناك في ذلكم المكان الذي جئت منه لا قيمة لها.
لن أكتب عن الأنصار وممالكهم ، فقد أقع يوما في قبضتهم - لو سمح الله- ، وحينها لن يطالب بي أحد ، فخلافاتي مع قيادة مديرتي في تعز لا تنتهي ، وكل يوم هي في شأن ، وسأظل قابعا في سجني ، حالي كحال موظف العطاء (أديب الدبعي) ، والذي بادلوا بمديره ونسوه.
دعوني أحدث نفسي عن بنت ذلك المتصوف ، بالا ، التي أشغلت بالي وبال عثمان ، لا تقحموني في السياسية ، فالزمن ليس بزمن الحريات ، والصدور لم تعد رحبة كما كانت ، وإن لم تصدقوني ، فهيا معي إلى عبد التواب وأحمد الماس.