كنا نتطلع على ان الحضور السعودي في عدن والمناطق الجنوبية سيكون أكثر تميزًا من غيرة، ونجاح هذا الحضور هو نجاحنا جميعا، وظن ابناء عدن والجنوب إن بلادهم على إنصاف حقيقي من الجانب الشقيق السعودي، فبقدر التضحيات التي قدمتها عدن وأبناءها في معركة الدفاع عن نفسها اولاً، والدفاع عن السعودية والمحيط العريي ثانياً، وكان يجب ان تنصف هذه التضحيات بحق وحقيقة من قبل الشقيق السعودي. الحياة باتت قاسية جداً على أهالي عدن في ظل غياب أبسط الخدمات وإنتشار الأمراض، والبنية التحتية لعدن مدمرة، وأهالي عدن وبقيت المناطق الجنوبية فقيره جائعة يعانون من الفقر وفساد الحكومة الشرعية اليمنية، في حين باتت الحياة أكثر صعوبة، وعدن، ولحج، وصبر، والعند، وكرش، وابين، والضالع كان لها النصيب الأكثر من المعارك الدموية والدمار التي خلفته الحرب، فالظروف المعيشية صعبة جدًا بما فيها العاصمة "عدن" أي ما يعني هذه المدن تقف على هاوية وتهوي من بداخلها، فإذا لم يكن هناك من الجانب السعودي أي بوادر للتعافي من آثار الحرب التي ضربت الأقتصاد والنسيج الاجتماعي بشكل كبير، وكان لها تأثير شديد على وضع المواطنيين. لا طريق صالحة لسير عليها، لا مدارس، لا كهرباء، لا ماء، لا صحة، فالحياة باتت لا تحتمل، وعدن وأخواتها وناسها ليست بحاجة إلى دورة تدريبية في الطباخة، والخياطة، فنساء اليمن أصيلات عن غير نساء الوطن العربي، فبطباخة طباخات وفي الخياطة خياطات وفي النقش الحناء نقاشات وهذا الأمر اعتيادي في طبيعة حياتها اليومية ترعرعت عليه منذُ نعومة أظافرها، فتجدها تقدّم مسؤوليتها في المنزل بأكمل وجه من طباخة ونظافة وتربية أطفالها وأهتمامها بزوجها، وان كانت موظفة، أو كانت زوجة وزير في الحكومة فستجدها هي التي ستطهوا الطعام لزوجها ولأبنائه وجميع أفراد الأسرة، وليس خادمة المنزل بل لا تحتاج إلى خادمة منزل كما نساء الدول العربية الشقيقة والعالم، هكذا نساء اليمن مهما كان قبليتها، أو نسبها، أو مؤهلها، أو صفتها، وهذا فخر وأعتزاز لنا ولجميع بنات ونساء اليمن، ثم لا تنسئوا ان أغلب المطاعم وأفضلها وأشهرها في الأكلات الشعبية في السعودية هي المطاعم اليمنية، بل الطباخ للقوّات السعودية في مقر التحالف العربي في عدن هو طباخ يمني حضرمي، فكيف ستأتوا لتعلموا نسائنا وبناتنا الطباخة والخياطة، ومن أخبركم بهذه الأستشارة بهذه النصيحة ؟!، فهذا أستخفاف بكم وبمشاعرنا واحتياجاتنا. فإذا كان الموظف عذبته ظروف الحياة، فكيف بالمواطن العادي الغير موظف الفقير الذي لا يجد ما يسد جوعه، فالمعركة أصبحت كفاحًا صعبًا لأجل العيش إلى غدًا، أصبح أهالي المدينة يفتقرون إلى شربة ماء نظيفة وما يسد جوعهم وهم بحاجة إلى مساعدتكم. هناك نقص حاد بل أزمة خانقه في الوقود وغاز الطبخ والكهرباء والمياة بمعظم المناطق الجنوبية، ما زاد من معاناة أهالي عدن وبقيت المناطق الجنوبية، في حين عاود الريال هبوطه السريع، ما تسبب بارتفاعات جديدة بالأسعار، في الوقت الذي وصلت فيه معدلات الفساد في الحكومة الشرعية اليمنية إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الحرب. ادعموا القطاع الخدماتي في المجال الإنساني والتعليمي والصحي والكهرباء والمياة والأتصالات، والمشاريع التنموية البسيط. اطعموا الجائعين ودعموهم في مشاريع بسيطة لهم، ابنوا المدارس والمستشفيات، شقوا الطرقات، ابنوا محطات كهربائية، وأحفروا آبار مياه صالحة لشرب، شقوا الطرقات ليسير الناس عليها. حينها الناس ستقول للعالم أنكم تبذلون جهدًا كبيرًا وستقول سلاما عليكم. والفعل يتحدث عن نفسه. المدينة محتاجة إلى ما هو أكبر من دورة تدريبية في الطباخة والخياطة أو صيانة هاتف جوال، وأهالي المدينة تعبوا من الوعود والتعهدات والكلمات المعسولة على التلفزيون والراديو وصحف، هل ستسمحوا لهؤلاء الذين بقوا على قيد الحياة في الحرب أن يموتوا من الفقر وتقلبات الطقس والأمراض وارتفاع الأسعار. انا أكتب هنا لانه يهمنا ان تنجحوا ويهمنا ان يقول العالم كما قال: للإمارات العربية المتحدة انّها مرت يوماً من هنا وأثر جهدها وخيرها لازال، وناس سيقولوا: شكرًا سعودية ملء السماء. أكتب هنا في الوضع أسوأ وضع نعيشه، لم نعهد ذلك مطلقاً الحياة أصبحت أكثر صعوبة بالأشهر الأخيرة وأكثر من أي وقت مضى في السنوات الست الماضية من الحرب المستمرة، حتى قرص الروتي أصبح يباع بسوق السوداء. نحن بحاجة لكم وأنتم بحاجة لنا، خندقنا وهدفنا واحد في معركة واحدة، وأملنا فيكم كبير، فكنتم ولازلتم سند اليمن الأول. فلا تسيروا في الطريق الخاطئة، والطريق الخاطئة نهايتها فشل، والتجربة الفاشلة لن تحقق هدفا، ودورات ( السمكة والسنارة) ليست من أهداف عاصفة الحزم وأن كنت أكذب فسألوا خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظة الله ورعاه وولي عهده الأمين و وزير الدفاع السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود. وأقولها لكم وأنا من الناصحين.