أعتقد بأن أي عسكري مستجد أو قديم يعلم بأن تنفيذ الأوامر واجبة النفاذ دون نقاش ، إلى أن يتيقن المنفذ أن ما سينفذه معارض ومخالف لدينه ووطنه وسفك للدماء بغير وجه حق ، كمال الحالمي يتحدث بحرقة شديدة وشعور بالمسؤولية كعسكري يعمل في ظل إشراف وقيادة مباشرة من قبل التحالف العربي في عدن كبقية القوات من الساحل الغربي إلى مأرب وشبوة وحضرموت ، ومع هذا إنحاز لوطنه وشعبه. تاريخ الحالمي مشرف وناصع البياض في مجاله العسكري والأمني والشخصي ، تشهد له حملة الدراجات النارية والسيارات غير المرقمة والحد من إطلاق الأعيرة النارية وغيرها. رفقا بالحالمي ، فما حدث كان بتوجيهات وتنفيذ بند من بنود إتفاق الرياض ومصفوفته وبرضى أطراف التوقيع ، مرور طلائع الجيش الشرعي كل تلك المسافة وصولا لمشارف عدن ( نقطة العلم ) لا يعني خيانة جماعية لكل تلك القوات الجنوبية المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي من الشيخ سالم إلى دوفس. وعندما وضحت الرؤيا للقوات المسلحة الجنوبية المرافقة لقائد التحالف العربي في عدن العميد مجاهد العتيبي ، كان تصرفهم مسؤول وعقلاني وحقن دماء الجنوبيين. قدم كمال الحالمي إستقالته من منصبه صباح هذا اليوم ، بسبب الموقف الذي وضع فيه ، والذي لا يحسد عليه مطلقا ، إلا أن قيادة التحالف العربي في عدن رفضت الاستقالة لعلمها بعدم مسؤولية الحالمي ودرايته بنوعية المهمة في نقطة العلم. أراد العتيبي أن يسجل هدف السبق بشباك إخفاق تنفيذ إتفاق الرياض ومصفوفته الخالي من الأهداف ، لكن الشرعية المهزوزة المتأمرة أبت إلا أن تحرج ولي نعمتها السعودية ، ووضعها في مواجهة مباشرة مع الجنوبيين في عدن. نصيحة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تجاوز الأخطاء فضيلة ، والاستمرار بتكرارها رذيلة وعجز ، سيؤدي بالفعل إلى الفشل الذي سيتبعه إنهيار عسكري وسياسي كبير للتحالف العربي في عدن والجنوب.