الرابع عشر من فبراير يوما يسمى عيد الحب ، تقدم به الهدايا ويلبس ممن يحتفون به الملابس الحمراء وتقدم فيه الزهور والورود ومنها الحمراء كهدايا مابين أفراد الاسرة والاصدقاء في تلك المجتمعات التي تحتفى به... أما نحن اليوم في اليمن فأننا نحتاج نقدم باقة من الورد الى الوطن المثخن بالجراح والحرب الشعواء التي سفكت الدماء وأحرقت الاخضر واليابس وشردت الشعب وهجرت الاسر ودمرت كل ماأنجزه الشعب اليمني خلال عقود من الزمن .. فالحب الحقيقي الذي نحتاجه اليوم هو قبول بعضنا لبعض والتعاون والتحاور للعيش بأمن وأمان مع بعضنا البعض... فحب الوطن هو الوفاء له وتقديم كل غال ونفيس لأجل الحفاظ عليه وحب الوطن هو تهذيب النفس وأخضاعها على تطبيق السلوكيات الحميدة والاخلاق الفاضلة وفقا لتعاليم ديننا الحنيف وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) . حب الوطن هو بناء الوطن وأزدهاره وتطوره وحين ترسم البهجة على ملامح وربوع الوطن...فتلك هي البهجة الحقيقية حينما نجند أنفسنا جميعا لهذا المسعى ونؤمن بأنه سام ورفيع .... وهنا علينا أن نعمل على تعزيز مفهوم الوحدة الوطنية ووحدة الصف ودرء الفتنة ومايثير الاختلافات المؤدية الى تفرقة الامة وأن نعمل على القضاء على الامراض الاجتماعية والتي هي من صناعة البشر كالمذهبية والفئوية والمناطقية والجهوية والعنصرية والمليشاوية المقيتة .... حب الوطن هو أحترام دستور وقوانين الدولة وتطبيقها والمحافظة عليها وأحترام الانظمة واللوائح التي تنظم شؤون البلاد والعباد لحفظ أمنه وأستقراره ونموه وأزدهاره.. حب الوطن..هو غرس القيم الوطنية في نفوسنا ونفوس أبنائنا وأنعكاس ذلك على سلوكياتنا ..فالقيم تنمي العلاقات الطيبة بين الافراد وتزيد التعاون فيما بينهم من خلال الارتقاء بروح الانتماء الوطني لدى كل مواطن حر وغيور.... أن حب الوطن هو العمل بشرف لتعزيز الشعور في دفع البلد نحو رقيه وتقدمه ، كل في مجال عمله والتفاني والأخلاص في خدمته وبناءه والمحافظة على ماتبقى من مكتسباته ومدخراته ووممتلكاته فمن لايحب وطنه ويعمل على معاداته ويخطط لدماره ويشترك في خلخلة أمنه وأستقراره ويساعد على أنهياره فهو خائن لوطنه وأمته ودينه....هكذا تعلمنا وتربينا وفهمنا معنى الانتماء والحب للوطن..... وفي ذكرى عيد الحب وفي حب الوطن نقول علينا أن نحب بعضنا البعض وننبذ التطرف والغلو والتفرق والتمزق..ومن كل الظواهر الشاذة والمقززة والتي نراها اليوم ، كما يجب علينا أن نتطلع.ونتفاءل بحياة ومستقبل أفضل لاولادنا..... وهنا لابد لنا.أن نقول : ستظل مدينة عدن ثغر اليمن الباسم وبوابة الخير للوطن عموما وشريان رئيسي في الجسم العربي ولايمكن السماح بمن يريد العبث بها أو بدورها الوطني والريادي والتاريخي وبجمالها... فباقة ورد وحب نهديها لكل من يحافظ عليها ويغرس شجرة مثمرة ويهتم بمظهرها الجمالي لكل متنفساتها وحدائقها وسواحلها ، وتقع علينا مسؤولية وطنية بالحفاظ عليها وتطهيرها من كل الشوائب التي تخدش وطنيتها وجمالها..ونتذكر دوما أن الله جميل يحب الجمال... وفي الاخير...يقول شاعر القضية والمقاومة والثورة الفلسطينية.... محمود درويش..رحمه الله ذهبنا الى عدن ذهبنا الى عدن قبل أحلامنا فوجدنا القمر يضئ جناح الغراب ألتفتنا الى البحر ، قلنا : لمن لمن يرفع البحر أجراسه ، النسمع أيقاعنا المنتظر ؟ ذهبنا الى عدن قبل تاريخنا ، فوجدنا اليمن حزينا على أمرئ القيس يمضغ قاتا ويمحو الصور أما كنت تدرك ياصاحبي ، أننا لاحقان بقيصر هذا الزمن ؟ عن مجموعته الشعرية( ورد أقل).....