من يحب السعودية ويحفظ لها جميل المشاركة في تحرير مناطق يمنية عدة دفاعا عن مصالحها ومصالحنا سيوجه لها النصح اليوم، ومثلما يقال النصيحة بمجمل الواقع في اليمن بشكل عام وخاص في جنوباليمن اليوم وأقولها بصدق وأمانة في زمن قل الناصحين وقول الحقيقة المُره وانا أتابع الردود على المظاهرات التي وقعت أمام مقر التحالف العربي ضد السياسة السعودية التي تنتهجها في الجنوب ومتهمينها داعمة للإرهاب تحت شعار (يا سعودي يا كذاب أنت داعم للإرهاب)، أيضا أتابع بشكل عام مجمل تطورات الأوضاع الأخيرة في عدن وشبوة وأبين وسقطرة وحضرموت أدركت جليا إنه لابد ان نكون ناصحا لمن نحبهم، وقد وجهنا نصح لهم من سابق ولكن إلى الآن لم يستوعبون مدى خطورة الأمر والوقوف عنده، لأن مزاج الشارع الجنوبي ان تغير لن يرحم وخاصّة عندما يمس الأمر بتضحياته وكرامته ومستقبله. شعب الجنوب لديه حسابات أخرى وخيارات مفتوحة قد تقلب الطاولة على الجميع، من يظنوا أن المجلس الإنتقالي الجنوبي قادر على السيطرة على الشعب الجنوبي في حال مس الأمر من تضحياته وكرامته ومستقبل وطنه الذي يناضل منذ عقود من أجلها في استعادة دولته الجنوبية، فهم واهمين وفاشلين في وصفهم لتركيبة الاجتماعية والعقلية الجنوبية تجاة مشاعرهم الوطنية غير صحيح، يعطون عكس التصورات والتقديرات والحسابات كما رسموها لكم في الجنوب. أخوان المسلمين في اليمن يقومون بزج المملكة العربية السعوديه في الجنوب بتبعات سياستهم وتوجهاتهم الأخونجية لتأزيم الموقف وأداخالها في ورطة، ولم تأتي حساباتهم كما رسموها للمملكة العربية السعودية في الجنوب، فكل الرهانات ستفشل، لأن شعب الجنوب شعب حر لا يخضع لسيطرة القبلية أو الحزبية أو القيادية كما في هو في الشمال. ففي حال أن وقفت قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي الخضوع لأي أي إملاءات خارجية ضد رغبات وتطلعات ومطالب شعبهم المشروعة في استعادة دولتهم الجنوبية، سيعمل شعب الجنوب على صناعة قادة جدد من الميدان يواصلون إستمرار قيادة الثورة في سبيل استعادة الدولة الجنوبية. إذا فقدت قيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي المصداقية أمام شعبها في استعادة دولتهم الجنوبية، هنا لن يكون هناك ضامن للسيطرة على الشعب الجنوبي أو الأستفراد به كما يتصور البعض، ويصبح الوضع مثير لتأزم في ظل الأستقطابات الإقليمية الداعمة لمصالحها في الجنوب العربي، فلا تغفلوا بشكل غبي عن الدور الإيراني أو الدور الروسي وغريمة التقليدي تركيا في هذه المعركة وأنظروا إليها بنسخة طبق الأصل عما يجري في ليبيا، والخاسرة ستكون السعودية في هذا وايقاعها أخوان المسلمين اليمن في فخ قاتل، وسيذهب اليمن من العرب كما ذهب العراق ولبنان وسوريا وليبيا. أتمنى للمملكة العربية السعودية ان تصل نصيحتي لهم ويقرأها قائد القوّات السعودية في عدن، وأقولها لكي لاتخسر السعودية معركتها في اليمن، حتى لا تنهار في الجنوب الحاضنه الشعبية لتحالف العربي فإذا أنهارت أنهار التحالف العربي وخسر الجميع.