ليس صحيحا أنه لا يجري تنفيذ بنود اتفاق الرياض كما يعتقد العديد من المتتبعين المحجوبون عن الحقائق والممنوعون من الاقتراب قرب مواقع اتخاذ القرار, وكما يعتقد أغلب العامة من الناس الذين يطحنهم البؤس والضعف والفقر والمرض بسبب جمود حركة وديناميكية الحياة اليومية تكاد تتوقف عند لحظة ولادة الظلم والفساد ملازمة ومتلازمة للاختلال الحاصل في قوانين الطبيعة البشرية والمعاملات الإنسانية, واتسامها بصفات تفوق الطبيعة البدائية وعلاقات البراري جرما لكنها سنة الحياة هناك مسخرات تسخيرا لاستمرارها والحفاظ على الأنواع. أوضاع متدهورة يرثى له العدو قبل الصديق وحال ترثى لها الفيروسات فتخرج دون مقاومة من أجسام مرضاه الذين لا يملكون ما يواجهونه ويقاومونه به فيتعافون, لتذهب بعيدا تصيب الأصحاء وتنشر العدوى, تفتك بهم لتبقى مسيطرة وحدها على مقاليد مخزون هائل من الغذاء لفترات تقرب موت وإحراق إبليس ومحاسبة أولياء الشيطان ظل المعدمون يدعون ربهم بتعجيلها وإنهاء وعود وعهود الانتظار. حتى الآن يبدو أن اتفاق الرياض لم يأت لصالح أي من الطرفين الموقعين عليه ولا يخدم مصالحهما ولا يحقق أهدافهما المعلنة والمغلفة. ففي ظل هذه الأوضاع المزرية ربما يكون الاتفاق جاء لصالح الحوثيين يخدم توجهاتهم يحقق لهم مزيد من المكاسب ليس في الشمال وحسب, بل وفي الجنوب أيضا, والدلائل التي تشير إلى ذلك كثيرة ميدانيا. ولاشك أن الحكومة الشرعية راضية بما يجري وربما بدافع منها تتحين الفرص واضح في عدم دعوتها إلى عقد مفاوضات ولا حتى محادثات مع الحوثيين لعلمها بحتمية مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي فيها بإشراف دولي حسب ما يمليه اتفاق الرياض. ولن تدعو إلى عقد مباحثات لتفويت الفرصة على الانتقالي وحرمان الجنوبيين ممثلين بالمجلس الانتقالي الجلوس في أي حوار لحل الأزمة اليمنية, وهو المكسب الأهم الذي كانوا يصبون إلى تحقيقه من وراء توقيعهم على اتفاق الرياض. وسيظل الوضع قائم كما هو طالما لا أحد يدعو إلى عقد مفاوضات ولا حتى محادثات. كورونا ربما يرغب في الوصول إلى بلادنا أو أنه قد مر عابرا ولم يشعر به أحد ولا أحد تتبع أثره واكتشف أمره. ومن ذا الذي يهتم وفكر في خطر على حياة الناس وخطر كافة الأمراض التي أصابت الناس تجرعوها وهي تفتك بالعديد؟! ملاريا وضنك وتكسرات صفائح وفقر دم, تيفود وأورام خبيثة ارتعت وترعرعت لم تهز شعرة من شعرات أي طرف في البلاد ولا حتى التحالف العربي كي يتحرك في معالجة المرضى, ومكافحة أسباب الأمراض والحشرات الناقلة لمعظمها كالبعوض والذباب. لا أحد يتابع نقاوة مياه الشرب الذي يشك السكان بأنه ملوث وأحيانا في إمكانية اختلاطه بمياه الصرف الصحي وخاصة بعد ظهور مرض لم يعرفوه من قبل أصاب العديد منهم, سموه كرفت كونه يكرفت المصابين به مكرفتين أعراضه تشبه أعراض الملاريا والضنك والتيفود مجتمعين قضى على غالبية الذين أصيبوا به. لم تبذل الجهات المسئولة والمختصة بالصحة والسكان والنظافة محليا ولا من السعودية ودول التحالف العربي للكشف عن ماهية هذا المرض الكرفت هل هو فيروسي أم ميكروبي! وكأن الأمر لا يعنيهم ولو من الناحية الصحية والإنسانية ربما لأن الطب أصبح تجارة ولم يعد مهنة قائمة على الضمير الإنساني, هناك مرضى ماتوا لعدم قدتهم على شراء أبسط الأدوية والمغذيات – الدريبات – وكيف لهم وهم لا يقدرون على شراء الخبز الذي يكفيهم ويسد رمقهم. جهات لا تدري ماذا يندرج ضمن اختصاصاتها أو أنها تتنصل من مهامها تتهرب من مسئولياتها في إصلاح المشاريع وتجديد شبكات المجاري في كافة أحياء مديريات العاصمة عدن التي تبات غارقة في مياه الصرف الصحي ( البلاليع ), إلا إذا تسنى لهذه الجهات أن تهبر نصف المخصصات المالية وربما كلها. فالمرض هو أحد ثالوث الفقر – المرض والجوع والجهل – في زماننا الحالي ومكافحتها تدخل ضمن مسئولية توفير الخدمات للمواطنين والسكان. يجب وضع حلول ومعالجات فورية للفقر وثالوثه في أي حوارات قادمة وبصورة عاجلة بين الأطراف الثلاثة المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية اليمنية والانقلابيين الحوثيين في إطار خيار الحل السلمي للأزمة اليمنية حتى من قبل تشكيل حكومة المناصفة. ما لم, فإن الخيار الأمني والعسكري هو البديل لتنفيذ بنود اتفاق الرياض بدعم سعودي والتحالف العربي الذي تقوده لإنقاذ الملايين. تماما كما يحدث في سوريا وكيف روسيا تدعم في تنفيذ بنود اتفاقيتي أستانة وسوتشي ودحر الإرهابيين والإخوانجيين, كذلك الحال عندنا يجب دحر الإخوانجيين ونظام الاحتلال الفاسد المتمثل بالحكومة الشرعية.