قناعة السعودية تقترب من خيار هدف الجنوبيين في استعادة دولتهم باتت تقترب أكثر فأكثر ، بل أن هذا الخيار قد صار عندها ضرورة ملحة وذات أهمية بالغة وأمر واقع ، النخوة الجنوبية العربية الأصيلة المنطلقة من قوة ثبات الجنوبيين على الارض وقوة تمسكهم بهويتهم الجنوبية وإنخراطهم غير المشروط بداية في الدفاع عن المشروع العربي بقيادة السعودية ضد أدوات أيران وتركيا في اليمن قد كان لها الدور الأكبر في ترسيخ قناعة السعودية من حتمية استعادة دولة الجنوب ، هذه الضرورة التي لابد منها قد فرضتها مصالح السعودية الأمنية والأقتصادية التي جعلت من توجهاتها السياسية والعسكرية تسير في هذا الطريق الذي برز ظهوره من خلال تقوية الانتقالي سياسيا وتمكين قواته من السيطرة على بعض المنافذ المهمة كمنفذ الشحن بالمهرة مؤخرا مع استمرار تمكين قواته أيضا في ثبات سيطرتها على عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة لها . السعودية اليوم ومن قراءتها لمشاهد الانتصارات في الجنوب ضد الحوثيين ومشاهد هزائم القوى الشمالية التي أرتكنت عليها أنها ستكون يدها اليمنى في حربها ضد الحوثيين وتراخيهم المشهود ضدهم خلال خمس سنوات ، جعلتها تدرك يقينا أن الأخطار المحدقة بها اليوم قد كانت بسبب تركها الجنوب لتلك القوى الشمالية تعبث فيه التي عملت على تسخير موقع الجنوب الأستراتيجي لصالح دول آخرى هي أشد عداء للسعودية . تلك الألية القديمة والأعذار والتبريرات المنتهية والمكنونات الكاذبة التي شاخت وهرمت في عقول ونفوس قادة الشمال ، الذين ومنذو عقود ماضية وهم يحاولون التصوير للسعودية أن الجنوبيين هم العدو الحقيقي لهم ، وأن هذا الخطر يمكن تداركه بالسيطرة على أرضهم ، كل تلك الاحقاد الدفينة في نفوس قادة الشمال ضد أبناء الجنوب التي استطاعوا طبعها نوعا ما في مخيلة قادة السعودية بحكم قربهم منهم طيلة تلك العقود الماضية ، جميعها قد ذهبت أدراج الرياح وكشفت حقائقها هزائمهم التي أثبتت عكس ما كانوا يزعمونه على الجنوبيين ، التي أثبتت أنهم قد كانوا هم العون الحقيقي للحوثيين في تمكينهم من السيطرة على الشمال وأنهم هم العدو الحقيقي للسعودية ، وهذا يؤكد ان سياسة التجاوز الشعبي الجنوبي دون التجاوز عن أرضهم للسيطرة عليها التي دابت كل قوى الشمال وعلى رأسها الإصلاح السير في طريقها قد صارت سياسة كاذبة مفضوحة عند السعوديين ، وأن الاقتراب من استعادة دولة الجنوب هو السبيل الأمن لهم . الحوثيون وهم يعلنون عن ماتسمى عملية توازن الردع الثالثة يتبين أن جيش التباب وخلال خمس سنوات قد كان بمثابة الحارس الأمين لهم ، وحتى يتمكن المشروع العربي من مواجهة والقضاء على المشروع الإيراني لابد أن تكون بدايته من قيام واستعادة دولة الجنوب ، على السعودية أن تحقق هذا الخيار الجنوبي في أسرع وقت ممكن .