تشير الدلائل الآتية من بلدان العالم أن المعركة ضارية في جبهات شتى فيما يخص محاربة الوباء العالمي الجديد فيروس كورونا لا تتوقف ولن تقف عند حد معين في السرعة والمكان والزمان, جبهة البحث والدراسة لاكتشاف علاج وجبهة الوقاية والرعاية وجبهة التوعية. في الجبهة الأولى البلدان المتقدمة خصصت ميزانيات وعلماء متخصصين وفي بلدان مثل بلدنا يطالب بمخصصات لشراء أدوية ولقاحات ضد فيروس كورونا. في الجبهة الثانية بلدان العالم المتحضرة صدرت تعميمات بحظر التجوال ومنع الخروج من البيوت مسخرة كل إمكانياتها وتقدمها التكنولوجي وما صنعت من روبوتات في الفحص والتعقيم والتعامل مع المصابين وفي بلدان مثل بلدنا لا تهتم بالفحص ولا تهتم بالتعقيم لنقص المواد المطهرة والمعقمة كما أنه ليس لديها أدوات كافية لاكتشاف المرض.في الجبهة الثالثة بلدان العالم المتطورة فرضت عدم الحضور إلى فوق العمل والتعليم وطلبت من كافة العاملين وطلاب العلم مباشرة أعمالهم ودراساتهم عن بعد من منازلهم, والتوعية تجري أيضا عن بعد عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وفي بلدان مثل بلدنا تشكل فرق توعية من الشباب والشابات غالبيتهم طلاب الجامعة ليقوموا بحملات توعية عن الوباء الفيروسي في الأماكن المزدحمة, يدوروا في الشوارع والبيوت والمجمعات التجارية والصحية والمستشفيات والأسواق والمحلات, فهل منظمة الصحة العالمية تعلم بذلك أم أنها تعتقد أن التوعية يحصل كما في سائر البلدان عن بعد؟! وهل هي أمرت بذلك, أي تشكيل فرق يدورون في الأماكن المذكورة سلفا وخصصت لهم الأموال بالدولار لمن يطمع في الحصول عليها؟! وربما لتذهب إلى جيوب المسئولين في الشرعية الذين يستغلوا الشباب والشابات رغم أن الجامعات أغلقت أبوابها أمامهم لمدة معلومة منعا لتفشي وباء كورونا. أي انفصام عن الواقع والمعرفة يعيشه المسئولون, والمقصود بهم مسئولو الحكومة الشرعية, وأي اضطراب يعانونه ناتج عن الرغبة الجامحة في الظهور بأنهم يقدمون شيئا مفيدا للمجتمع وهم في الحقيقة يعرضون أغلى ثروة التي هي الثروة البشرية للهدم. العالم اليوم يؤكد أن الوباء الفيروسي ما يزال في مراحله الأولى وأنه يتحول تدريجيا إلى وباء موسمي إذا تم التأكد من أنه سيختفي في الصيف ويصبح مثل سائر نزلات البرد الرشح والإنفلونزا والزكام لكنه سيبقى ويظل خطيرا محتفظا بوبائيته العالمية في الشتاء. فما هو مصير مونديال 2022م في قطر الذي سيجري في الشتاء ؟! هل سيعيدون موعد إقامته في الصيف كما هو المعتاد لجميع المونديالات وهل ستكون بطولة من دون جمهور بسب حر الصيف الشديد, حتى وإن صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيقضي على كورونا فإن ذلك لا يتعدى سائر تصريحاته. والسبب أنه لحد الآن لم يتم اكتشاف أدوية ولقاحات تعالج الأمراض الفيروسية التي ظهرت من وهي عديدة مثل الأيدز وغيره وكذا الأورام الخبيثة ( السرطانات ) لا تعالج إلا بعمليات جراحية واستئصالها وأحيانا استئصال الأعضاء المصابة بها. ولكن لحسن الحظ أن غالبيتها ليست في عداد الأوبئة سوى بعضها مثل الأيدز الذي ينتقل بالاتصال الاتصال الجنسي. أما فيروس كورونا فهو وباء ينتقل الملامسة وبالتلوث, تلوث الجو وأي شيء يلامسه المصاب وينتشر من الآخر إلى البيئة كلها وهلم جرا.