لها القلوب تهفو ولها العقول تذهب. لها الروح تفدي ولها الأشعار تنظم هي الضالع من أعشق وأتحدث عنها : بعد تحرير الجنوب كاملا من مليشيات الحوثي الانقلابية الإيراني، كل الأجساد الجنوبية التأمت جراحها، إلا الجسد الضالع؛ مازال مثخنا بالجراح، ومضرجا بدماء الأبرياء والنساء والأطفال.. جسد موشوم بأخاديد وشقوق أزلية وخالدة في الزمان والمكان.. جسد منفصل عن صاحبه، ومفرغ من كل الحمولات التاريخية والثقافية والإنسانية. هي الضالع الأرض والقضية؛ الوطن الغائب حينما تنوب عنه جراحه، والحاضر عندما تحرسه الذئاب التي ترعاه، هي الضالع المقاومة، هي شوكة المقاومة الجنوبية وقضيتها المركزية؛ التي ما فتئت تئن تحت وطأة الغدر والخيانة والتواطؤ الشرعية اليمنية والمملكة العربية السعودية، والتي مازالت ضحية اهتراء العروبة بقيادة المملكة العربية السعودية؛ بتراكم الهزائم والنكبات، وبتعدد الخصومات والخلافات. ضالع الصمود التي تتأبط اسمها كما لو تتأبط كفنها، والتي تحمل قصتها كما لو تحمل نعشها. هي الضالع التي أرى فيها خيبة الأمل في العيون تقول عبراتها : مساء النكسة يا أولادي مساء قبض حروحي يا أولادي مساء ولادة ألمي يا "مجاهد العتيبي". يا عتيباااه أني الضالع الشرارة الأولى التي كسرت شوكة إيران في الوطن العربي، وجزائي وجزاء أولادي هو الخذلان، خذلتموني وخذلتم أولادي..فبئس خذلانكم.. لا يخفى عليكم ما يمرُّ به ابناء الضالع هذه الأيام، إنهم يعانون من ضرب صواريخ، وأزيز المدافع والدبابات، ومئات البيوت هُدِّمَت، آلاف الأنفس أُزهِقت، كم من نساء أُيِّمت! وكم من أطفال يُتِّمت! وكم من مقابر لشهداء أُقِيمت. الضالع تصرخ يا عتيباااااه وسط صمت قائد القوّات السعودية العميد الركن/ مجاهد العتيبي" الذي يحاصرها من كل الجهات.. وتبرز جثث ابنائها الموتى الذين يقتلون كل يوم برصاص المليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية..لا إسناد ناري، ولا إسناد مالي ولا إسناد ذخائر، وإسناد طبي لجبهات الضالع. خذلوا الضالع وتركوها وحدها تصارع وتحارب ببساله، أختلطت عليها أوراق التحالف العربي، صار جرحها ينزف بإستمرار ما تكاد تشفى حتى تدمى مرة أخرى بشكل أفضع.. وابناءها المقاتلين بلا رواتب، بلا غذاء، بلا علاج للجرحى.. من أمامهم جنود فرعون ومن خلفهم البحر. هكذا بات الجنوبي ضحية العلاقة الملتبسة بين الضحية والجلاد؛ في زمن عربي استثنائي بقيادة المملكة العربية السعودية؛ لم تعد في المملكة العربية السعودية عروبة قادرة على تجاوز الأوضاع وصنع المصير. عروبة السعودية تعلمنا دروس البراعة في الغدر والخيانه والخلاف والغموض ونقض المواثيق وقطع الأواصر. عروبة السعودية رسبت في كل الأختبارات العسكرية، والدبلوماسية، والسياسية والاقتصادية وحتى الإنسانية.. خذلوا الضالع لكن لله الأمر من قبل ومن بعد..