، في المستقبل الذي يجعلنا ملوثين بالدم والعار والجريمة ، نحن أولئك القادمون من صعدة والمحويت وذمار وعمران وصنعاء وحجّة نبتغي فضل السيد لذبح العُزل في مدن لا تعرف السلاح .. ماذا سنقول لهم حين تختفي المدافع ، ويزئر الجرحى من وراء غيمة الدم .. كيف سنقابلهم وفي احشاءنا ترقد أرواح ضحاياهم الطيبين ، فتيانهم الذين اغتصبنا احلامهم وأجبرناهم على الذهاب الى الجبهات لمقاومتنا ، وقتالنا .. وقد غزونا أريافهم بثياب وسخة وعيون وقحة وضمائر صدئة . ماذا سنقول لأمهات الصبية يوم كانوا يلعبون في الجوار ، قبل اغتسال الشمس في ظل المساء ، وقد مزّقنا أجسادهم بضربات الكاتيوشا ومدافع الجيش الجبان .. هل سنبالي ، أم أننا دومًا لا نبالي ؟! - كيف سنعود إلى بيوتنا ولم يعد نصف الذين غادروا معنا ، تركناهم حطامًا وألقينا أرواحهم في متاهة الصمود ووهم الانتصارات ، ما الذي سنحكيه لأمهاتهم وبناتهم وزوجاتهم .. لقد خدعناهم وقتلناهم بزيف دعوانا وضلال نجوانا؟ ، كيف سترحمنا العجائز اللواتي اختطفنا فلذات اكبادهن من شوارع الطين وحشائش الريف ووعدناهم بريق المال وعزيمة السلطة وروح الجهاد وغنائم النصر ، فما عادوا ولا عُدنا .. أردنا صنعاء فخسرنا عدن ، تمنينا مأرب فأضعنا تعز ، غزونا الحديدة ففقدنا المخا ، ذهبت بنا أطماعنا إلى حيث أخذنا الشيطان في نزهته ، فأكلنا تفاحته في الجحيم ، فما كانت النزهة ولا الندهة بل النهدة التي سمعها العالم ألمًا وحسرة وعذابًا . .. يجب أن نكتب رسائلنا من الآن .. ونحفظها في جرابنا ليوم الهزيمة ، فقد يقرأها اليمنيون يومًا ، فيغفروا لنا ما فعلناه بهم وبأنفسنا .