فايروس كورونا لا يختلف في ضرورة وسلوكه كثيرا عن ضرر وسلوك طفيليات بني آدم النفعية من أحزاب وشخصيات وعصابات تقطيع ونهب، ومن جشع تجار الحروب و العملات الأجنبية وسماسرة المحروقات وتجارة تبادل الأسرى، وسرقة مخصصات الجرحى.. هذه الطفيليات الآدمية التي تفرزها أوضاع الحروب والصراعات الداخلية والدولية وتقتات على جثث الأوطان وتمتص قدرات الشعوب وتتكاثر في بيئة الحروب والنزاعات التي تنشط عادة بغياب مؤسسات الدولة الأمنية والرقابية ، هي نسخة مكبرة من فايروس كورنا وسلوكه العدواني الذي يتكاثر في بيئته الرخوة التي تتسع بقدر غياب التوعية والوقاية والعلاج واللامبالاة. فهذه الفئة النفعية نراها منذ خمسة أعوام تستميت بإبقاء الأوضاع في حالة حرب وتوتر مستمرين، ليتسنى لها امتصاص الضحية وتكديس الأموال والثروات التي لا يمكن أن تظفر بها في ظروف مغايرة لهذه الظروف, ويصيبها حالة من الهلع عند كل حديث عن وقف الحرب وتعقيم بيئتها المؤوبة. فكيف ستتمكن المنظمات المحلية والدولية في التصدي لفيروس كورنا في حال بقي الوضع كما هو من الحرب والاشتباكات وجبهات مشتعلة؟ وكيف لهذه الجهود أن تطمئن على نفسها وفرقها وهي تتحرك من منطقة الى أخرى وهي تحت رحمة التقطعات والقصف الجوي والأرضي وتفشي فيروسات التقطعات ؟. ثم كيف لها أن تحد من تأثير هذا الفيروس في ظل بقاء المعتقلات مشحونة بآلاف الأسرى الذين من المحتمل أن يتفشى بينهم هذا الفايروس ،إن لم يكن قد تفشى أصلاً؟ وبالتالي فالوقاية من كورونا والقضاء عليه وتجفيف مواطنه (المحتملة) لن يتم إلّا من خلال حشد كل الطاقات المحلية والخارجية الى كل منطقة ومحافظة ومحجر،ولن يتأتى هذا إلا بوقف الحرب أولا، ووقف الحرب ثانيا، والشروع بجهد شعبي ورسمي واسع النطاق ثالثا.