مفكرون بارزون كثر كتبوا عن "شيخوخة الحضارة الغربية" أمثال كولن ولسن وكتابه سقوط الحضارة، و أسوالد اشبنغلر وكتاب تدهور الحضارة الغربية. أما المفكر فوكوياما فيعتقد أن الحضارة الغربية هي نهاية التاريخ كما في كتابه نهاية التاريخ والإنسان. البروفيسور البارز نعوم تشومسكي يقول: العالم مصصمم على السقوط نحو العدم. يبدوا أنه من أبرز المتشائمين نحو نهاية العالم. حتى أنه يعتقد أن فوز ترامب يعجل بتدمير أمريكا من الداخل. أغرب من كتب في هذا الموضوع هو الفيلسوف ميشال أونفري، من أهم الفلاسفة في فرنسا ومن أغزرها إنتاجا، صدر له أكثر من 60 كتابا ترجم جلها إلى أكثر من 30 لغة. أحدث كتبه: “الانهيار، من يسوع إلى بن لادن، حياة الغرب وموته” يقول: أن الحضارة الغربية في انهيار متواصل وأن أوروبا قد ماتت وأن الغرب قرب موعد نهايته الكاملة. لكن الاغرب أن فيلسوف ملحد "أونفري" يرجع خلل الحضارة الغربية إلى افتقادها لأساس روحي يبعث فيها الحياة!!! لكن لماذا يتفق هؤلاء المفكرون بنظرة: أن العالم هو الغرب والغرب هو العالم. ويصورون أن نهاية الحضارة الغربية هي نهاية العالم؟ سقطت حضارات قبل ذلك. لم تكن نهاية الحضارات بسقوط الحضارة الإسلامية، أخذ الغرب الدور، وحدث إنجاز كبير متسارع، من البخار والفحم إلى النفط والطاقة الذرية، حتى أصبح العالم كما يقال قرية صغيرة عبر التواصل السريع. لا يمكن تصديق بعض ما ذهب إليه المفكرون من زوال العالم أو كما قيل نهاية التاريخ، وخاصة عندما يحددون تواريخ لذلك، فهذا لا يبعد كثيرآ عن تنبؤات العرافة البلغارية العمياء، المعروفة ب"بابا فانجا". الشاهد أن الحضارة الغربية قد هرمت وبلغت القمة وهي تتراجع، وهذة نهايتها وليس نهاية الحضارات في العالم. يبدو لي أن شروق حضارة جديدة قادمة من الشرق. ليس بالضرورة أن نهاية الحضارة في الغرب يعني بدايتها في العالم العربي أو الإسلامي. الشرق الآسيوي يظهر قدرة أكبر في أن يحمل شعلة الحضارة القادمة. مع ذلك بعض المفكرين مثل هوستن سميث وميشال أونفري يعتقدون بأهمية الدين في نشوء حضارة، لهذا دول مثل الصين واليابان وكوريا ينقصها أحد أعمدة قيام حضارة "عالمية" وهو فقدانها الأساس الروحي أي الدين. الحقيقة تتلخص في قوله تعالى: "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ" 0