مصطفى نعمان 1827 يوما مرت على بدء الحرب في اليمن، فماذا أنجزت؟ او بصورة ادق هل حققت أهدافها؟ كم اعداد القتلى والجرحى والمعاقين واليتامى والارامل؟ كم هو حجم الدمار؟ كم حجم الخسائر المادية والاقتصادية التي سيتحملها اليمنيون وحدهم؟
لا امتلك الا سيلا من الأسئلة دون إجابات ولازلت عند موقفي منذ يومها الأول في 26 مارس 2015 انها حرب لا يمكن ان تنجز شيئا بالطريقة التي تدار بها، ولن تصل الى أهدافها بالقوة المفرطة.
اعرف ان من أيد الحرب يمتلك تبريرا يردده ليل نهار منذ يومها الأول وهو ان (الانقلاب) الذي قام بها الحوثيون هو السبب.. ثم رهنوا انتهاء الحرب بإنهاء (الانقلاب) وهو ما سموه (استعادة الدولة).
حسناً. كنت مع كثيرين ممن يقولون ان تحقيق هذا الهدف ضروري وحيوي وواجب لكنه لن يتم بالحرب، وانه بحاجة الى مقاربة يمنية محلية ومقاومة داخلية بسند خارجي (اذا كان ضروريا) لكن الواقع الذي تبرهنه الاحداث اليوم هو ان القيادة اليمنية التي طلبت التدخل السعودي كانت مرتبكة بلا حسابات ولا بدائل ولا خطط، بل اكثر من هذا: كانت كسولة بغير كفاءة.
اليوم في مطلع السنة السادسة للحرب لم يعد من المعقول الحديث عن (استعادة الدولة) ولا (انهاء الانقلاب)، لسبب بسيط هو ان أدوات تحقيق هذين الهدفين قد فشلت خلال أعوام خمس وقبلها أيضا لم تكن قادرة على قيادة البلاد.
كيف يمكن لعاقل اقناع الناس اليوم ان هذه القيادة بكل القائمين على رأسها قادرون على أي انجاز؟ دعوني هنا اذكر الجميع ان كثيرين من الزاعقين اليوم بتأييد استمرار الحرب كانوا من الذين أسموه (عدوان) حين كانوا يقفون مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح قبل اغتياله بتلك الصورة البشعة ومنهم مقربون منه، هؤلاء يتوهمون ان اصطفافهم الجديد سيتيح لهم لعب أدوار جديدة او استعادة ادوار ماضية وأصبحت بالنسبة لهم حرب انتقام من شريك تخلى عنهم، لكن وقودها سيظل اليمني الذي لم يتمكن من الهروب معهم.
ما يطالب به الناس من كل من يدعو الى استمرار الحرب من اجل (استعادة الدولة) و(انهاء الانقلاب) هو جردة حساب بسيطة يعلنون فيها عن: انجازاتهم خلال خمس سنوات، ومن منهم لم يطلب وظيفة لابنه واخيه وقريبه وابن قريته، ومن منهم لم يقبض اثمانا مقابل الصمت المذل على الفساد، ومن منهم لم يمتلك بيتا او اثنين وربما ثلاثة خارج اليمن، ومن منهم استقر في اليمن بجانب الناس، ومن منهم دعا يوما لحقن دماء اليمنيين.
مشكلة حاملي نظرية (استعادة الدولة) هي انهم انفصلوا عن الواقع وصاروا غير عابئين بما يدور داخل البلاد الا يما يضمن استمرار الحرب وبقاء امتيازاتهم، وفي ظل أوضاع كهذه نقول للحوثيين (يمدد أبو حنيفة ولا يبالي).