مّن يطلع على بعض من تفاصيل حياة الطلاب المبعوثون إلى الخارج ومدى معاناتهم وصعوبات الحياة اليومية وتكاليف المعيشة الباهظة التي يعانيها الطلاب اليمنيين يشعر بحالة من البؤس ربما ترسم في نفسه الصورة الحقيقية لعجز الدولة ومدى الفساد المالي والاداري الذي تعيشه البلاد في ظل تنفذ تلك الطغم السياسية التي عبثت بمقدرات البلاد وجعلتها فريسة لها تستنزف مقدراتها وخيراتها دون أن ينال الشعب حظاً منها وهذا ما ينال أبناء الوطن الموفدون إلى الخارج على حساب الدولة . فدائماً ما تظهر الدولة عبر وزارة التعليم العالي والخارجي فقرها وقلة ميزانيتها في حين يعبث المبعوثون السياسيون بميزانيات وافرة ويعيشون في الخارج في ظل وظائفهم ووظائف وهمية لمقربين منهم في حالة من البذخ والترف. إنَّ طلابنا المبعوثون للدراسة في الخارج والذين هم يفترض أن يكونوا صفوة الطلاب مع كل التجاوزات في القبول والاختيار ووصول بعض التلاميذ إلى نيل مقعد للدراسة دون أن يكون ذو كفاءة للجلوس على مقعد الدراسة في منحة خارجية ربما يكون غيره مما لا يملك الوساطة هو صاحب الاحقية في الجلوس للدراسة فيحرم بسبب سوء الإدارة وتغليب اسماء ذات علاقة بمناصب ومواقع حساسة. واليوم وفي ظل الظروف الصحية المنتشرة في العالم بسبب تفشي الوباء يعيش طلابنا الموفدون للخارج حالة مادية صعبة ومعيشية سيئة فمن يمد يد العون بإيصال المخصصات المفرزة لهم وفق القوانين المعمولة وتفقد حالهم وأوضاعهم من قبل البعثات الدبلوماسية في الخارج وانتشالهم من تلك الاوضاع الصعبة. لماذا أبناء الشعب الموفدون للدراسة في الخارج يعاملون معاملة هامشية ويقصر في ايصال حقوقهم في حين أن أبناء الوزراء والدبلوماسيين يعاملون كوفود بعثات دبلوماسية ويعيشون حياة مترفة وربما يوظفون في أثناء دراساتهم كسفراء ويحصلون على كل مزايا الوظيفة الدبلوماسية. فالموطن في البلد مهمش ومنتقص الحقوق والمواطن في الخارج يعيش نفس حالة التهميش وعدم الاهتمام في الخارج وكأن البلد هي حصة السياسيين والدبلوماسيين فمن يغير هذا الواقع ويؤدي الحقوق إلى أصحابها بعيدا عن المجاملة والمزايدة فيكون خير الوطن للجميع.