لقد حان وقت الإجابة على هذا السؤال الصعب .. ما أكبر أزمة إنسانية عالمية وفقا للأمم المتحدة وقتلت أكثر من 100 ألف شخص خلال خمس سنوات وتسببت في جميع أنواع المشاكل الأخرى؟ طبعا ليس فيروس كورونا. إنها حرب اليمن التي تستعصي على جذب إنتباه وقلق الغرب رغم المشاركة الواسعة للولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا فيها. ان ما عجز الكثيرون عن استيعابه جيدا هنا رغم ان التاريخ والواقع المعاش لازالا يؤكدانه في كل مرة ! هو ان امكانية جنوح دفة الأزمات وإستدامة فرص السلام في ظل سطوة وهيمنة العالم الرأسمالي تبدو منخفضة جدا وربما منعدمة تماما . ولسنا هنا بحاجة التأكيد في أن تفاغم تلك الأزمات واستمرار الصراعات اليوم هي من يكشف الخطر الوجودي للانظمة الرأسمالية التي تكون فيها أرباح النخبة مقدمة على رفاهية الجماهير .. وبالحديث مجددا عن مستقبل الأزمة باليمن فإن الجميع بلا إستثناء ينبغي ان يدرك حقيقة واحدة فقط ..! وهي ان لا سبيل يقود إلى إغلاق هذا الملف المؤلم الا بأعلان الخيار الصعب وتقديم التنازلات تمهيدا للعودة الى طاولة الحوار والخروج بتسوية سياسية شاملة تراعي مصلحة الشعب قبل مصالح المكونات السياسية المتصارعة وماعدا ذلك يعني ان الجميع ماضا الى مصيره على مذبح القوى الرأسمالية .. # فما الذي يحتاجه هؤلاء أكثر من خمسة أعوام كاملة لم تخلف سوى الموت والدمار والجوع والمرض لينطقوا بتلك الحقيقة ؟ لقد سأموا جميعا الحرب لكنهم يعجزون عن قول ذلك.