كثيرون هم من يجيدون ويحسنون الهدرة وقت النفس ويغردون من مكان بعيد بتغريدات على المواقع والقنوات وهم بعيدين كل البعد عن الواقع وعن مايعانيه هذا الوطن من جراح اثخنته وينطبق عليهم قول الشاعر سلطان الصريمي في قصيدته نشوان لاتفجعك خساسة الحنشان وخاصة في شطر البيت الذي يقول فيه اما الذي عند المصيبة يفتر وبالنفس يهدر هيدر عنتر هذه القصيدة تتحدث عن الواقع السياسي والديني والاجتماعي والأقتصادي في الشطر الشمالي وعن واقع سياسة الرفاق آنذاك في الجنوب وتحديداً في شطر البيت الذي ادخله الفنان المرشدي عنوه حيث يقول ولا تصدق عصابة عمنا رشوان والتي تتشابه مع واقعنا اليوم. وإذا حضر الهدار كان حضوره مرة بالكرفته في بعض اللقاءات ومرة بالبدلة العسرية للإستعراض وتبادل الصور البروتوكولية وللاستهلاك الإعلامي وللبربوجنة لتتناولها عناوين الصحف والمجلات في الصفحات الأولى وبالخط العريضة. هكذا هي سياسة الدجل والتدليس والضحك على الذقون ، لابسين ثياب العفة والوطنية والشرف وظاهرهم الرحمة وباطنهم العذاب المهم مصالحهم الشخصية -وأموال تدر عليهم من هنا وهناك- لتقاسم الغنيمة والفيد وكلا له حصة من الكعكة. قهري على عدن، قهري على وطني الذي جعلوه هولاء كعكة يتقاسمونها فيما بينهم تاركين أبناء هذا الوطن للمجهول تتخطفهم الأهوال والأوبئة والحروب وهم ينعمون هم وأولادهم وحاشيتهم والمقربين ويسرحون ويمرحون في الداخل والخارج تحت مظلة قتال الحوثي وحرب عبثية اثقلت كاهل هدا الشعب وتبادل الأدوار وتفاهمات تجري بالسر على حساب هذا الشعب المكلوم التي عصفت به الأحداث المتوالية والتي قسمت ظهره. حرب يتسلى بها الكبار وكأنها لعبة شطرنج يحركون قلاعها وخيولها ووزرائها وجنودها كيفما يشاؤون وحيثما يشاؤون ونحن ووطنا واولادنا الضحية، وقد قالوا في الأمثال القرش يلعب بحمران العيون. حسرتي والمي ووجعي على الشهداء والجرحى والتضحيات الجسيمة التي قدومها كل أبناء عدن وكل ابناء المحافظات الجنوبية وحصدها هولاء الذي يتاجرون ويكتنزون الأموال على حساب قضيتنا العادلة القضية الجنوبية التي أصبحت تتقاذفها الأهواء والمصالح في بحر لجي عميق يحتاج إلى تكاتف المخلصين والشرفاء من أبناء هذا الوطن دون إقصاء لقيادة دفة السفينة إلى بر الأمان