هنا نقاش مهم، ونافذة جديدة على عالم كورونا/ كوفيد 19. وفيات كوفيد 19 المسجلة رسميا في كل الدول أقل بكثير من الحقيقة. صباح هذا اليوم ناقشت، على صفحتي، قدرة الفيروس على الإماتة استنادا إلى البيانات الجديدة الآخذة في الازدياد. قلت إنه ليس شديد الضراوة كما كان يعتقد. هنا بيانات تقول إن ضحاياه أكثر من المسجلين. لكن ليس إلى الدرجة التي تجعله ضاريا. كوفيد 19 أكثر من وباء، فهو يتشعبط بكل ما يخص حياتنا ويغير فيها، من إحساسنا بالأمن إلى أسعار النفط، وقد يراكم ضحايا كثيرين في وقت قصير فيتسبب في تعطيل النظام الصحي. وفي النسبة الأغلب لا يفعل شيئا، ولا يترك أثرا. كل الأرقام، المعلومات،البيانات، الحقائق، إلخ عن هذا الوباء ديناميكية، تروح وتجيء. هنا في نيويورك تايمز (سبق للإيكونوميست أن فتحت الكتاب) نقاش عن الوفيات الحقيقية من خلال هذا المقياس: مقارنة نسبة الوفيات الكلية في فترة معينة من هذا العام بالفترة نفسها خلال العام الماضي (أو معدل الوفيات في الفترة نفسها خلال خمسة أعوام). لاحظت النماذج التي عرضتها نيويورك تايمز هنا أن ثمة ازديادا في نسبة الوفيات يصل إلى 30% مقارنة بالسجلات التاريخية للفترة نفسها. من الممكن القول إن هذه الزيادة مرتبطة،إلى حد كبير، بوباء كورونا بصورة مباشرة وغير مباشرة. فالذين ماتوا في منازلهم، أو ماتوا لأن الطب المشغول بالوباء لم يلتفت لهم، أو استحملوا مشاكل صحية خطيرة خوفا من مغادرة المنزل وأدت إلى وفاتهم، أو لأنهم لم يجدوا مكانا.. كل هذا هو فعل "كورونا"،وهم ضحاياه. لاحظت دراسة نمساوية اطلعت عليها بالأمس أن عدد حالات جلطات القلب التي وصلت إلى المستشفى انخفضت بشكل ملحوظ في الأسابيع الماضية. جلطة القلب هي حالة طوارئ قصوى، البقاء في البيت هو بقاء في التهلكة. نشرت مقالات علمية عديدة في الأسابيع الماضية حول "أين اختفت جلطات القلب؟". يجادل بعض الأطباء بالقول إن الأمر يتعلق، في جزء منه، بالتسجيل والتشفير الخاطئ في المشافي. شخصيا خرجت الساعة الرابعة فجرا، قبل خمسة أيام، لإجراء قسطرة قلبية لمريض أصيب بجلطة في الشريان التاجي. قال إنه أحس بالوجع، قمة الوجع، قبل يومين، وأنه بسبب كورونا فضل تحمل الصدمة والتظاهر بالنوم. لكنه تراجع عن رأيه وقرر المجيء بعد أن عاوده الألم ذاته. مثل هذا الموقف يمكن تخيله مع كثيرين. وقد يخسرون حياتهم وهم يحاولون ترويض الألم واحتواءه. في البيانات المرفقة هناك فرق واسع بين المعلن والحقيقي في تركيا واندنوسيا (ع سبيل المثال)، وتدوين متأخر فيدول أخرى. تتحضر ألمانيا لفتح أغلب الأبواب في الرابع من مايو القادم بما في ذلك الكنائس والمساجد، سيعود الناس إلى الحياة داخل برمجية نفسية واجتماعية جديدة، وبسقف تجمعات محدود العدد. لكن الفيروس سيواصل التعبير عن نفسه من وقت لآخر، على شكل بؤر. هذا اليوم أعلن عن إصابة 38 شخص في مستشفى جامعة إيسن، 23 منهم من العاملين في المستشفى والآخرون مرضى. حياة اجتماعية جديدة قد تكون قادرة على تبديد قدراته. وهناك لقاحات (حوالي 81 لقاح تحت التجريب) ستصل متأخرة. من ينتظرها؟ م. غ.