حينما كنا صغارا في أواخر السبيعينات كانت في الفترات الصيفية تفتح مدارس تحفيظ القرآن تحت إسم ( مشروع زايد لتحفيظ القرآن ) وكانت تديره مكاتب وزارة الأوقاف في كل إمارة وهو عبارة عن دروس لتحفيظ القرآن وأخرى للسيرة النبوية. وأستمر المشروع حتى منتصف الثمانينات فبعد أن كنا طلابا أصبحنا مدرسين في المشروع أثناء فترة دراستنا الجامعية. وكان على المدرس للتوسع في شرح المادة يطلع على كتب التراث الإسلامي مثل : سيرة إبن هشام ، البداية والنهاية ، تاريخ الطبري ، الكامل في التاريخ لإبن الأثير . ولمن هو مطلع على كتب التاريخ الإسلامي فهذه الكتب وغيرها تؤرخ لحقب قديمة منذ بداية الإنسانية وحتى العصور الأموية والعباسية. ويأخذ البعض على تفسير الطبري وإبن الأثير للقرآن الكريم وخاصة في تفاسيرها عن بداية الخليقة إعتمادها على الخرافات التي وردت في كتب التوارة والإنجيل بعد تحريفهما . ولا شك أن إشغال وقت فراغنا في رمضان إلي جانب قراءة القرآن والتأمل في آياته يمكن إعادة القراءة في كتب التراث هذه والإصدارات الحديثة التي جاءت لتصحح أخطائها فهي مصادر ظلت لردح من الزمن ولا زال مؤرخي التاريخ يعتمدون عليها حتى اليوم .