يعتبر المدير هو القائد الفعلي الاول في توجيه العملية التعليمية في المدرسة وتهدف عملية التوجيه التربوي من قبل مدير المدرسة الى دراسة الظروف التي تؤثر في عمليتي التربية والتعليم في مدرسته ولابد من العمل من قبله على تحسين الظروف الملائمة للنهوض في اوضاع مدرسته والمقصود بدراسة الظروف دراسة المحيط والمدرسة بكل افيها من ادارة مدرسية ومعلمين، وكتب ومناهج ووسائل ايضاح وبنايه واثاث مدرسية وما الى ذلك. تعد الوظيفة الاساسية لمدير المدرسة وهو الموجه الاول في مدرسته وهي مساعدة المعلمين على التغلب على ما يعترضهم من صعاب ومشكلات في اثناء اداء واجبهم والتعاون مع المعلمين على ايجاد افضل الطرق التي تساعد على تحسين الاوضاع التعليمية والتربوية في المدرسة. فأقول انه يتزايد يوما عن يوم بالأهمية القصوى التي تحتلها التربية في تحقيق التنمية الشاملة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية باعتبار ان التربية هي الاداء الرئيسية في تنمية الثروة البشرية القادرة على احداث هذه التنمية ومن هنا بدأ الشعور يتزايد بأهمية الادارة التربوية بصورة عامة والادارة المدرسية بصورة خاصة باعتبارها القيادة المسئولة عن تسيير العملية التربوية وحسن توجيهها في المدرسة. ولقد شهدت الادارة المدرسية بصورة عامة وادارة المدرسة للتعليم الثانوي بصورة خاصة مجموعة من التغييرات التي اتضحت اثارها في تغيير الكثير من مفاهيمها واتساع مجالات العمل، فلم تعد وظيفة مدير المدرسة انجاز بعض المهمات الكتابية والادارية وتغيير ماهية مسؤولية عن تحسين عملية تعليم وتعلم طلاب هذه المدرسة من خلال التوجيه والاشراف التقني داخل المدرسة وابداء مايراه مناسبا للارتقاء بالمستوى العلمي بمدرسته وهو المسؤول الاول في المدرسة اداريا وفنيا وتربويا بالإضافة الى مسؤوليته عن تنفيذ الانشطة المدرسية بكافة اشكالها الداخلية منها والخارجية . ويقول بعض الباحثين ان المدير الناجح هو ذلك المدير الذي لا يبدد جهوده في الامور قليلة الاهمية ولا يمارس عمله بطريقة عشوائية بل يستخدم الاساليب المميزة في اتخاذ القرارات واستثمار الفرص بكفاءة اعلى من غيره وهو الذي يعرف كيف يهيئ جوا من العمل ويوفر الانسجام الكامل للمناخ الصحي الملائم للعاملين معه حتى يحقق اعلى درجة من النتائج من خلال اقل تكلفة من المال والوقت والجهد. أكد بعض الباحثون ان من الامور المهمة التي اصبح لزاما على مدير المدرسة الاهتمام بها الانشطة المختلفة في مدرسته، ويجب على مدير المدرسة ان يعمل مع جميع اعضاء المدرسة على تطوير وتحسين الانشطة المدرسية المختلفة وذلك بغية الوصول الى الاهداف التي تسعى المدرسة الى تحقيقها كما ينبغي على مدير المدرسة بداية كل عام دراسي التأكد من جاهزية مرافق المدرسة والقيام بالنشاطات المدرسية وكتابة التقارير عن الانشطة المدرسية ويقوم بها وصفا لما تقوم به المدرسة ومن الانشطة المدرسية المميزة العمل على وضع خطة للنشاطات التربوية المدرسية ومتابعة تنفيذها وبث روح التعاون والانسجام بين مختلف العاملين في المدرسة لخلق مناخ عمل ايجابي يزيد في الانتاجية وتوفير الامكانيات المادية والبشرية اللازمة وتشكيل مجلس للنشاطات المدرسية وبتشكيل من عدد من المعلمين الذين يمثلون مختلف اوجه الانشطة المدرسية وتكون المهمة الاساسية لمجلس الانشطة المدرسية والاشراف على تكوين اللجان المدرسية المختلفة وتحديد مهامها فأقول اخيرا يعتبر النشاط المدرسي من المفاهيم الحديثة الاستخدام في التربية ، حيث ان عملية التعلم والتعليم في المدرسة التقليدية او القديمة كانت تركز على الجانب الاكاديمي والنظري وتهمل الجوانب العملية التطبيقية والحياتية وفي بداية القرن العشرين بدأت دول العالم على ادخال النشاط الى المدارس بهدف محاربة الملل الذي يصيب التلاميذ من جراء الدراسة النظرية الجافة وكذلك للعناية بالأجسام وتحقيق اللياقة البدنية ، وكان يغلب على هذا النشاط الجانب الحركي، ثم اتسع مجال النشاط بعد ذلك فاصبح يضم نشاطات مختلفة كالجمعيات والنوادي والجماعات ، وصارت له اهداف ثقافية واجتماعية ونفسية وروحية بالإضافة الى الاهداف المتعلقة بتدريب الجسم واكتسابه المهارات الحركية *كلمة لابد منها: ان قوة الابداع عند الانسان لا ترتبط بالمعرفة وحجمها فحسب ، بل هناك بعض الناس الذين يعرفون القليل من المعارف في مجال من المجالات ولكنهم يعملون بإبداع يفوق ذلك على قدر من المعارف مما يدل على ان المعارف وحدها لا تكفي لخلق الانسان المبدع لذلك ينبغي الاهتمام بالإنسان في كل مرحلة من مراحل نموه وتدريبه على النشاط الابداعي اما اذا اعتمد على تلقي المعارف وحدها فان مواهبه الابداعية من شأنها ان تضعف وتموت. *المرجع: د.عبدالحكيم حجازي