هناك تخبط واضح في سياسة التحالف في اليمن وانقسام أقطابه على محورين الأول مساند للشرعية والآخر مضاد لها , وكلاهما خاسر ومتضرر من الحرب التي مثلت نكبة حقيقة لليمن لم تشهدها في تاريخها القديم والحديث . ولست بصدد تقييم سياسة الحرب في اليمن لان وقتها لم يحن بعد , وهي محكومة بخاتمتها كيفما كانت , وان غلفت الضبابية المبهمة مشهد الفترة الماضية منها على الرغم من قسوتها على جميع الأطراف , ومن المعلوم بان الحرب على اليمن لم تهب بدون سابق إنذار بل كانت لها من الدوافع والأسباب التي أشعلت أوراها على حين غرة وبصورة مفاجئة ومربكة للجميع ., مع سيطرة الأهداف الخفية للحرب على كل مراحلها والجهل الواضح بآملات توجهاتها الميدانية , مما يوحي بتضارب مصالح القوى المشاركة فيها والقوى الموجهة لها والتي ولدت نوع من التنافر الواضح بينهم في مساق العمليات العسكرية والحربية ودخولها في احيين كثيرة لدائرة المحظور من القول والفعل , وشواهدها أوضح من كل بيان , ولا تحتاج إلى إسناد ولا برهان عليها . ويجب أن نكون على بينة من الأمر والاعتراف بان لعبة الحرب والسلام في اليمن وفي غيرها من البلدان العربية هي دولية بامتياز بغض الطرف عن أدواتها المحلية والإقليمية والأخيرة هي المستهدفة بصورة مباشرة أو غير مباشرة من أتونها المحرقة ولن تنجوا من تأثيراتها المحتملة في المنظور القريب والبعيد . وهذه الورطة الأولى للتحالف المستهدف كيانات وثروات , وتوالدت من رحمها الورطات المتوالية عليه , والاعتراف بشرعية الانقلاب الأول والثاني على شرعية الدولة الغائبة هي ورطة الورطات التي وقع فيها وبكل مقاييس السياسة الدولية الراعية لمنهجية الفوضى الخلاقة واعتمادها الوسيلة المثلى في خراب البلدان والشعوب . وقد تمكنت هذه القوى الخفية من أقامة الذرائع والشرائع المقنعة لاشتعال حرب اليمن والكشف عن أهدافها المعلنة والمحددة بالتخلص من حزب الإصلاح الإسلامي وأوكلت المهمة لأنصار الله الذين تخلصوا من الدولة برمتها وتحول هذا الحزب الديني و الاممي والمودلج من ضحية إلى جبهة وطنية مشتعلة في كل البلاد , واستحق بجدارة الاستئثار الخفي بالدولة وحمل شرف لواء الدفاع عنها ., ما حدا بقوى الحرب إلى المسارعة في تدارك ورطتها وتخليق النسخة الثانية من الانقلاب في عدن , و بهدف وضع الحزب بين كماشتي الانقلاب في العاصمة الأولى والثانية لليمن . وتمكن الحزب وبذكاه ومكره الثعلبي المشهود من أتقى نفسه بسترة الدولة و توظيف خبراته السياسية وتجاربه العريقة في تاريخ الانقلابات لمواجهة و مدارات مخاطر الانقلاب الأول والثاني عليه . ، وتحقيق انتصاراته السحرية والسياسية والعسكرية عليهم والاحتفاظ بها . , مع بقاء التحالف حانب حتى أذنيه في ورطاته المتتالية في اليمن وقد يطول بحثه عن وسيلة للخروج منها.