يتجادل أبناء اليمن شماله وجنوبه حول سلبيات وايجابيات النظامين السابقين قبل الوحدة، مروراً بتجربة الوحدة، ثم انطلاقا إلى الأحلام الوردية، الوحدة الفدرالية أو استعادة دولة الجنوب والانفصال. الجنوب الموعود بأعين الكثير من الجنوبيين، دولة غنية بمواردها قليلة بسكانها، حالة أشبه بدول خليجية. سوف نكون شيوخ وكفلاء لملايين من العمالة. يتبدل الحال من مكفول إلى كفيل. سوف نأتي بالقواعد والجيوش الأجنبية لحمايتنا، وخاصة من العدو في الشمال الطامع في أرضنا وثرواتنا. القيادات... شيوخ المستقبل، قصور وخيول وصقور، وفيراري ولامبورجيني للبنين. الوحدة خط أحمر للكثير من أبناء الشمال وبخاصة القيادات مجرد شعار، فقدان الجنوب "الفيد" هو الخط الأحمر. الوحدة كانت بأيديهم بعد 94 ولكن منطق "الفيد" كان الخنجر المسموم الذي طعنوا به وحدتهم. بهذه العقليات وصلنا إلى وحدة أو نحرق البلد. لا أحد يفكر بنظام عادل يحفظ للمواطن حقوقة، في دولة قوية بثرواتها المتنوعة، على رأسها الإنسان اليمني، الذي أثنى عليهم ومدحهم من لا ينطق عن الهوى. فرق بين أن ينظر للإنسان على أنه الثروة الحقيقية للبلد، أو مجرد أدوات، عسكر وموظفين لخدمة النظام. عندما يغيب العنصر البشري حقوقه وقدراته من المعادلة السياسية، تظهر الاختلالات في كل الأطروحات السياسية، وتصبح الأهداف الضيقة والأنانية هي المسيطرة على العقول. هل اتضح للشعب أن الصراع في اليمن لأجل المناصب والثروة للداخل، والمصالح المتعددة والمتضاربة للخارج، وأن الإنسان اليمني مجرد وقود "رخيصة" للصراع؟