عندما تُذكر جامعة أبين لا بد من أن يتبادر إلى الأذهان اسم الدكتور محمود الميسري أول رئيس لجامعة أبين، ولا يرتبط اسم الشخص، بالمكان إلا إذا كان له فيه بصمات، وبصمات الدكتور محمود الميسري ماثلة للعيان، فقد خط له خطاً في هذا الصرح العلمي الكبير، وواصل العمل دون كلل أو ذرة من ملل، فعمل في ظل ظروف استثنائية، وبالغة الصعوبة، والتعقيد، فتأسست على يديه جامعة أبين، ومن داخل قلبها جاء، ومن كلية التربية زنجبار التي كان عميداً لها، فجاء وهو يحمل خبراته الإدارية، والأكاديمية، ويكسو ذلك كله بكاريزما فريدة، محاطة بشجاعة، ورباطة جأش، وتواضع لا يحمله غيره من رؤساء الجامعات التي تكاد تكون مقابلتهم فيها من الصعوبة، ما لا تقل صعوبة عن لقاء رئيس الدولة، فجاء الدكتور محمود الميسري، وكسر ذلك كله، فالكل يستطيع مقابلته، وفي أي وقت، فمكتبه مفتوح للجميع. لم يكتف الدكتور محمود الميسري بكليات الجامعة الحالية، ولكن طموحه ليس له حدود، فقد شرع في إنشاء كليات جديدة، والطموح مازال في بدايته، فالدكتور محمود الميسري عنده رؤية مستقبلية لافتتاح كليات جديدة، وبتخصصات نادرة، وفريدة، ومواكبة لسوق العمل، فهنيئاً لجامعة رئيسها أكاديمي، وإداري، كالدكتور محمود الميسري. تشرفت باللقاء به قبل فترة من الزمن، فوجدته متواضعاً، متسامحاً، يخجل المتحدث معه من دماثة أخلاقه، وحسن تعامله، فيكفيك منه أنه متواجداً طوال اليوم في مكتبه، يعالج هنا، ويصحح هناك، ويتواصل مع موظفيه في الكليات المختلفة أما بزيارة، أو التواصل هاتفياً، ليحل كل ما يطرأ من مشاكل، وصعوبات، ففي عهده نال أعضاء هيئة التدريس في الجامعة حقوقهم، وفي عهده سافر أفواج من أعضاء هيئة التدريس للدراسة في جامعات العالم المختلفة، وفي عهده فتحت تخصصات جديدة للدراسات العليا في هذه الجامعة الوليدة، فالمستقبل لجامعة أبين، لأن رئيسها ركز على البنية التحتية لها، ولهذا سترونها عما قريب، بمشيئة الله، تناطح أعرق الجامعات، ففيها من الكوادر ما يطمئن له القلب، ويشرح الصدر، وإني أرى هذه الجامعة تتسنم أعلى درجات التطور العلمي. أخيراً لا نملك إلا أن نقول للدكتور محمود الميسري، لقد تأسست في عهدكم هذه الجامعة الوليدة، وجعلتموها رائدة، فعلى هدا الطريق سيروا، وتحية لهذا الأكاديمي، والشخصية القوية، والرجل المتواضع، ومزيداً من العطاء في الجوانب الأكاديمية، والعلمية كافة.