الأغلبية الساحقة من أبناء الجنوب يسلمون بفشل تجربة الوحدة اليمنية، وكثير من أبناء الشمال كذلك..لا خلاف. الإختلاف كبير في التفاصيل. نعترف بفشل تجربة الوحدة، ونختلف عن مسببات الفشل. يلجأ بعضنا إلى لعن الوحدة، كما يلعن الفاشلين في حياتهم الدهر. وما ذنب الدهر؟
كثيراً ما كان يردد الرفاق في الجنوب مصطلح "الرجعية" ويتهمون بها دول وشعوب. نحن اليوم في اليمن نعيش هذة المرحلة باسوء صورها.
في الجمهورية العربية اليمنية "الشمال" عودا إلى الفكر الأمامي، صراع قديم متجدد قد يطول. في الجنوب لازلنا مختلفين، هل نعود إلى جمهورية اليمن الجنوبية، أم إلى الجنوب العربي. صراع حول الهوية والنظام. مليشيات مناطقية، تحكيم قبلي، مظاهرات شعبوية... هل نعود إلى حكم القبيلة والمناطقية والأسرية ام إلى ثقافة "الشعبية الثورية" ؟
الصورة ليست وردية للأسف، هذا ليس تشائم بقدر ماهو حرص وتحذير وانذار من سوء القادم، ليس بسبب وحدة أو انفصال، ولكن بسبب ما وصل إليه فكر وثقافة الشعوب حول المصير والهوية، نتيجة لتعاقب أنظمة وقيادات فشلت في رسم إتجاه وطني جامع قابل للاستمرار والإستقرار. لقد عدنا في شمال اليمن وجنوبه كثيرا إلى الوراء... البحث عن الهوية الوطنية الجامعة. في خضم هذا الصراع الدموي حول الهوية، يتم استغلال جهل الشعوب من قبل قيادات طفيلية وقوى خارجية. فهل هناك تخلف ورجعية اسوء من ما نحن عليه في اليمن؟