من منا لايعرف ذلك الشاب العدني الاسمر تمباكي...؟! تمباكي الذي كتب عليه وهو جنين في بطن امه وقبل ان يرى النور انه من فئة المهمشين وبالتالي لاقرار ولا رأي له...! حاول ذلك الشاب الاسمر ومعه الآلآف من ذوي البشرة السمراء التغلب والانتصار على ذلك العدو المزعج (التهميش) لكنهم لم يفلحوا .... حيث وضع لهم بعض الجهلاء العقبات والاشواك في طريقهم لإعاقتهم عن التقدم والانتصار والاندماج وممارسة حياتهم بكل حرية وبعيداً عن القيود التهميشية المقيتة...! ورحل تمباكي رحمه الله وبقي اسمه مقيداً بقيود التهميش والإقصاء....! رحل وهو يردد مقولته الشهيرة(كل الرجال ماتوا) لكن صراعه ومعركته التي خاضها لانتزاع حقوقه ومعه الكثير من ذوي البشرة السمراء تهون بكثير اذا ماقارناها مع تلك المعركة التي تدور رحاها اليوم ويتساقط فيها العشرات من شباب الجنوب بسبب سياسات التهميش والإقصاء والتمثيل والتفويض الفوضوي(الديكتاتوري)...! اليوم شباب الجنوب يخوضون معركة اشد وطئاً وإيلاماً من تلك التي خاضها تمباكي وفئته مع التهميش...! معركة اليوم تسفك فيها الدماء البريئة دون وجه حق.. معركة اليوم يتساقط فيها شبابنا كأوراق الخريف لالسبب إلا لان فئة معينة(صغيرة) تحاول ان تتسيد وتستحوذ على قرار تمثيل ابناء الجنوب وممارسة سياسة الإقصاء والتهميش بقوة السلاح ....! لكننا نقول لهذه الفئة ماقاله عمر رضي الله عنه: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)ً ولماذا كتب على ابناء الجنوب في كل المراحل والمنعطفات من تاريخه ان يفرض البعض وبالقوة سياسة الاستحواذ والإقصاء وإزاحة الآخرين..؟ لماذا لانتخلى عن هذه السياسة(المقززة)والعقلية الدموية التي عانينا منها في الماضي ولانزال نتجرعها حتى اللحظة..! لابد اليوم ان ترفع الاصوات عالية للمطالبة بوقف ذلك العبث ولابد من وقوف كافة فئات المجتمع الجنوبي(الحر وغير المرتهن) في وجه سياسة الإقصاء والتمثيل الظالم وايقاف المواجهات لتتاح الفرصة لكافة ابناء الجنوب لكي يقرروا مصيرهم بانفسهم وبعيداً عن اختطاف القرارات المصيرية من قبل فئة معينة..! لابد ان يتسع الجنوب للجميع ويكون لكل ابناءه دون تهميش او إقصاء او استحواذ ولاتمثيل مجتزأ....! رسالة نبعثها للعقلاء في الجنوب بضرورة وقف المواجهات والمعارك الدائرة التي تحصد ارواح شبابنا بسبب العنصرية والتشدد الاعمى... كفى سفكاً للدماء.. كفى سقوطاً للضحايا بدعوى باطلة كاذبة..! كفى استهتاراً وتساهلاً بجيل المستقبل..! اوقفوا هذه الحرب اللعينة ودعوا ابناء الجنوب يقررون مصيرهم بعيداً عن لغة السلاح والدم والاشلاء...! وبعيداً عن التدخلات الخارجية السافرة التي افسدت حياة شعبنا..!