الوحدة لا ذنب لها في كل ما مرت به البلاد منذ تحقيق الوحدة اليمنية في ال22 من مايو عام 1990م، ولكن الذنب كل الذنب هو في الأشخاص، والجهات الذين حاولوا تحقيق مكاسب شخصية على مصلحة الوطن، فمنهم من استغل الوحدة لمصلحة شخصية، ومنهم من ابتز الوحدة لتحقيق مصلحة شخصية كذلك، ومنهم من جاهر بمعصيته للوحدة، لتحقيق أهداف خاصة له، ولكفيله الخارجي، هكذا تجلى لنا خطاب الرئيس بمناسبة عيد الوحدة في عامه ال30. يبدو من خلال خطاب الرئيس أن الوحدة قد قضت عامها الأخير، ولابد من وقفة شجاعة من الجميع لاستعادة هذا الوطن المنكوب في شكل اتحادي جديد، نستطيع من خلاله تحقيق تطلعات الشعب في العيش الكريم، ولا يمكن أن نحقق أفضل مما توافق عليه اليمنيون في حوارهم الذي أفضى إلى يمن اتحادي جديد، من ستة أقاليم، يضمن توزيع السلطة، والثروة، وتوزيع العدل بين كل الأقاليم الستة. ومن خلال خطاب فخامته يتضح ألا تنازل عن المشروع الاتحادي الذي ارتضاه اليمنيون في حوار منصف، وأن من تنكب عن هذا المشروع سيواجه إرادة الشعب، وهذا ما رأيناه واضحاً في الشمال من خلال تمرد الحوثي، والرفض الشعبي له هناك، وكذلك في الجنوب من خلال رفض الجنوبيين لمشروع الانفصال، وخروجهم في شوارع عدن هذه الأيام للمطالبة بعودة الشرعية. لقد كان خطاب الرئيس لهذا العام بمناسبة العيد ال30 للوحدة اليمنية في ظل مشاكل كثيرة ومعقدة، وأبرزها تفشي الأوبئة في العاصمة عدن، وانعدام الخدمات، وهذا بدوره يتطلب العودة من الجميع إلى رص الصفوف، والتعاون، لتخرج اليمن من كل مشاكلها، وأزماتها، وهذا فيه تأكيد على المشروع الوطني الجديد، ألا وهو مشروع اليمن الاتحادي الجديد. لقد حمل خطاب الرئيس لهذا العام إعلان براءة الوحدة مما مر به اليمن منذ العام 90، وأن الخطأ كان في رؤوس الأشخاص الحاملين لفكرة الوحدة، لهذا يجب على اليمنيين كافة الحفاظ على مشروع اليمن الاتحادي الجديد الذي توافق عليه اليمنيون كل اليمنيين، وهذا هو أبرز ماركز عليه فخامة الأخ الرئيس في تفاصيل خطابه.