قبل وأثناء بطولة خليجي عشرين في عدن عام 2010م أمدت دول الخليج سلطة صنعاء بكل وسائل الدعم المالي والإعلامي والسياسي الهائل و توفير الخدمات،-والكهرباء تحديدا- الى درجة أن كان هناك قرارا خليجيا بإرسال مولدات كهربائية يتم تشغيلها من فوق سفن ترسو في ميناء عدن في حالة الضرورة، وتم تذليل كل الجهود بما فيها سفلتت الطرقات وترميم شامل للفنادق والحدائق على وجه السرعة وغيرها من الاجراءات، وتهيئة الأجواء بشكل كامل، حتى أن موضوع الارهاب ونشاط الجماعات الارهابية التي كانت تنشط بقوة في تلك الأثناء قد توارت فجأة عن الأنظار-قبل أن تعود ثانية كما نعرف-، هذا علاوة على تسوية اوضاع المجالات الحقوقية الاخرى التي توفرت بشكل سريع لكسب ود الناس المسحوقة ولو الى حين طبعا. حدث كل هذا الدعم الخليجي في حين ان الخليجيين كانوا يعرفون جيدا سياسة القمع الرهيبة بالجنوب، وكانوا يعرفوا تماما ان اصرار السلطات في صنعاء على إقامة خليجي عشرين في عدن له مقاصد سياسية بحتة ويستهدف الجنوب وقضيته السياسية،. ففي تلك الفترة كان الحراك الجنوبي في أوج قوته، برغم سطوة البندقية، خصوصا بعد فعالية زنجبار التاريخية في ابريل2009م. قد يقول أحدهم- ومعه حق في هذا التفسير- أن هذا الموقف الخليجي أتى مكافئة للرئيس صالح على قراره بترسيم الحدود مع السعودية و لشد أزره بحروب صعدة، لكن هذا الدعم لم يكن ليحدث لولا أن صالحا ونظامه قد نجحوا في استمالة الموقف الخليجي من خلال أساليبهم الابتزازية ونهجهم السياسي المحنك تجاه دول الخليجي التي ظل هذا النظام وما زال حتى اليوم يعرف كيف يطوع موقف وأموال هذه الدول ويستحلبها لمصلحته،فهو ببراعة متناهية يعرف جيدا كيف ومن أين يأكل كتفها الدسمة.