تمر محافظة أبين هذه الأيام بوضع استثنائي، فالمتحاربون يزرعون البؤس في كل بقعة فيها، ويزرعون ألغام الرعب في تربتها، ورغم كل هذا يقف طود شامخ يحمل تنمية في ظل حرب، فهم يقصفون، وهو يرمم ما يخربونه، فآلياتهم تدمر، وهو يرمم، والأوبئة تفتك بالمواطنين، والقوم يتصارعون، ففي حين يبحثون عن المدفع، والدبابة، فمحافظ أبين يبحث عن تهيئة، وإعداد المحاجر، وحينما يجلبون مقاتليهم، فهو يتفقد مرضاه في المستشفيات، وحينما يشترون قذائف الموت، يرتقي محافظ محافظة أبين ليشتري إسطوانات الحياة من الأكسجين، عندما تهتف أطقمهم بشعارات الموت، تهتف طواقمه الطبية لتنادي مواطنيه ليأخذوا الحيطة، والحذر من فايروس كورونا الفتاك. لله درك يا أبا محمد فحينما يعد المهووسون بالحرب خنادقهم للفتك ببعضهم، تنبري أنت لتعد محافظتك لمواجهة فايروس قاتل اسمه كورونا، فهم يحفرون خنادقهم، وأنتم تعدون محاجر النجاة من الفايروس، فبخة أكسجين تعدونها هي في سفر الإنسانية خير من قذيفة تخرج من فوهة مدافعهم القاتلة، وجرعة دواء توفرونها هي في تاريخ الإنسانية خير من مستودعاتهم التي تكتظ بالذخائر الحارقة، فلك التحية، ولك حب مواطنيك. اللواء الركن أبوبكر حسين سالم رجل سلام في ظل حرب فرضت على أرض محافظته، فهو رجل لا ينظر إلا بعين التنمية، وإن دكت مدافعهم ما بنته يداه، إلا أنه يظل رجلاً يعمر ما تخربه آلتهم العسكرية، فحينما حركوا آلة الحرب، حرك محافظ أبين طواقمه الطبية، لتعالج جراحاهم، وتطبب مرضى الوباء الذي اكتسح العالم كله، لم يبرح محافظته خوفاً عليها، نادى بصوت السلم، فالمتقاتلون إخوة، والمحافظة منكوبة، والوباء منتشر، والعقل ينادي على الجميع، ليكفوا عن حربهم العبثية، وأن يلتف الجميع حول قيادته السياسية، ولنرفع شعار التنمية، ونترك ما دونها من شعارات كاذبة. محافظ محافظة أبين رجل فريد، ومحافظ أصبح رمزاً، فهو المحافظ الذي جاء في ظل ظروف استثنائية، وتسلم محافظة منكوبة، ومدمرة، ولكنه عمل بعقل متفتح، وعقل راجح، وعمل في حدود الإمكانيات المتاحة، وكسا ذلك كله بصبره، وحسن إدارته، وتفقده الدائم لكل مرافق محافظته، فأخرج محافظته من بؤسها، وشقائها، وعندما أخذت أبين تتبسم في عهده، جاءتها مدافع الخراب، لتبكيها، وظل محافظها يعالج رغم الحرب المفروضة على محافظته، فله يكتب القلم بحروف من ذهب خالص.