عندما تكون السلطة الحاكمة واعية وعلى قدراً كافي من الفهم والإدراك والمهنية والمسئولية وعلى علم بخطورة الكوارث وآثار كل حدث وبائي ونتائجه السلبية وعواقب تجاهله والاستهتار به....عندها تكون أرواح الناس في مأمن وتكون مودوعة في أمان ورعاية الله وأيادي تلك السلطة الأمينة والحريصة.... وعندما تكون عكس ذلك وتتجاهل الكوارث والأحداث ولا تعير لحياة الإنسانية أي اهتمام فعندها تكون أرواح الناس في خطر وتكون عرضة للموت والهلاك والانتقال إلى الحياة الأبدية.....
وما يحدث في العاصمة صنعاء من إصابات بفيروس كورونا بتلك الأعداد التي لا تُعد ولا تُحصى ومن رحيل للأرواح البشرية بالجملة إنما هو ناتج طبيعي لفشل سلطة الأمر الواقع الحوثية التي استهترت بأرواح الناس واستهانت بتلك الجائحة العالمية وتعاملت معها وكأنها كذبة إبريل أو حدث رياضي عابر أو أمسية فنية......
فمنذ أن تم الإعلان عن ظهور هذا الفيروس وبداية دخوله للجمهورية اليمنية بشكل عام وتوغله وانتشاره في العاصمة صنعاء بشكل خاص وبنسبة كبيرة ومذهلة وتلك السلطة لم تقم بأي إجراءات احترازية أو وقائية تمكنها من التصدي لهذا الفيروس ومقاومته أو حتى عرقلته ومكافحته والحد من تمدده وانتشاره...
ولم تكتفي تلك السلطة باستهتارها وعدم قيامها بواجبها الديني والوطني والإنساني بل تجاوزت هذا الأمر إلي ماهو أبعد من ذلك عبر تسهيلها لعمليات انتشار هذا الفيروس عن طريق تصرفاتها الغير مسئولة منذ البداية عندما أنكرت وجوده وانتشاره وعندما رفضت الكشف عن الأعداد الحقيقية للمصابين والمتوفين بسببه.... هذا بالإضافة الى عدم متابعة الحالات المصابة والحالات المخالطة بشكلاً دقيق ...
ولهذه الأسباب ولغيرها أجتاح هذا الفيروس العاصمة صنعاء بسهولة ويسر وهاجم صدور المواطنين وأسقط المئات منهم أمواتاً والألف مصابين ومئات الألف مخالطين لتغرق صنعاء بهذا الفيروس الدموي الذي جعل جنائز الموتى تتحرك إلى المقابر بشكلاً مخيف ومستمر وعلى شكل طوابير مصفوفة ومفزعة فعلى منصات التواصل الاجتماعي تلاحظ تدفق صور الموتى ورسائل التعازي والمواساة وأدعية الشفاء للمصابين التى لا تتوقف... صحيح أن العلم يبني بيوتاً لا أساس لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف