في مثل هذه الايام كثيراً ما يدار جدلاً حول الوباء الذي فتك بالأمن الصحي للمجتمعات ومنها مجتمعنا اليمني الذي بات مهدد تهديداً كبيراً من هذا الأوبئة الفيروسية التي غزت العالم وكانت سبباً في حصد أرواح كثير من البشر ونشرت الدعر والرعب في نفوس الناس ووجهت ضربات موجعة للاقتصاد العالمي الذي أضحى يعاني من التقهقر والانهزام والتراجع نحو الانهيار والافلاس فكيف باقتصاد بلدان العالم الثالث ومنها بلادنا الذي بسبب انتشار الوباء السياسي ظلت محافظة على موقعها في سلم التدني الاقتصاد والتراجع نحو الانكماش رافضة السير في مصاف الدول التي تطمح السير نحو التقدم إنه الوباء السياسي الذي احكم سيطرته على مفاصل الدولة من قبل حفنة من الشخصيات رفضت مبدأ التداول السلمي للسلطة معتبرة أن إدارة شؤون البلاد حق مكتسب لها وحدها دون سواها منذُ الاستقلال وإلى يومنا هذا سواء في جنوب البلاد أو في شمالها . إنَّ اصرار حفنة من السياسيين على السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد واستمرارهم في الهيمنة وتدبير شؤون البلاد وفق رؤاهم الضيقة وحزبيتهم المقيتة وولاؤهم المناطقي والقبلي وربما الشخصي لم يقد البلاد إلا نحو العتمة والعودة نحو الماضي رغم أن البلد قد قطع شوطاً في الزمن من حيث الاستقلال والتخلص من الاستعمار بكل اشكاله إلا ان تلك القوى بأفقها قصيرة المدى لم تترك عجلة التقدم تنطلق للسير نحو النور والتقدم وظلت البلاد بين شقي رحى الحرب والاقتتال القبلي والمناطقي والحزبي وبل وتعدى ذلك نحو الاقتتال من أجل تحقيق مصالح اقليمية ودولية. وهذا ما يلمسه الانسان اليوم ويعيش كل الأوجاع وويلات الحرب التي لم تستفذ منها إلا أطراف محدودة في الداخل والخارج سواء في جنوباليمن أو في شماله وما هذه الحرب العبثية طويلة الأمد غير محددة الزمن التي تقع البلد تحت وطأتها وتستعر بلهيبها ويصطلي المواطن بحرها وحريقها من خوف وجوع وفقد خدمات بالكلية ومحاولة تعذيب المواطن في سبيل تحقيق مصالح جهة على حساب اخرى ولو عانى المواطن ما عنى في سبيل تحقيق تلك المصالح الضيقة فهو ضحية القوى السياسية الطاغية على منافذ السلطة والتي باتت تشكل وباء خطير يتجرع المواطن مره في كل مناحي حياته فهو الضحية وكبش الفداء في ظل استشراء الوباء السياسي وإن تعددت القوى وتنوعت وجهاتها وتضاربت مصالحها ونوازعها المبعثرة حسب المصلحة في الداخل والخارج. فهل يعي حملة هذا الوباء ورعاته أن المواطن قد وصل حد الاختناق وبات على علم أن صلاح البلاد برحيل كل من يمثل الوباء الجاثم على مفاصل الدولة منذ عقود من الزمن وأنه قد فقد الأمل في انتظار الصلاح والاصلاح من أن يأتي من قبل تلك الجهات وإن تعددت اسماءها ومسمياتها فجميعها صور لعملة واحدة عنوانها الفساد والاستئثار بالسلطة والهيمنة على مقدرات الدولة المادية وامتصاص كل موارد الدولة لحساب جهات معينة وبقاء الشعب كل الشعب دون المتسلقون والمتزلفون للحكام تحت خط الفقر والفاقة ويظل الوباء السياسي في انتشار وتفاقم