لمن يهمهم بناء عدن ورسالة من التاريخ أن بناء عدن لو تحقق في الواقع سيصبح نموذج يعبّر عن نجاح للتحالف العربي وللشرعية برئاسة هادي وللقوى الجنوبية التي بيدها السلطة برئاسة المجلس الانتقالي واللواء عيدروس الزُبيدي. إذ سيظهر أن عدن عاصمة بالفعل كما هي عواصم العالم, وأن التحالف العربي بشكل خاص..قد قدموا مايجعل الشمال الغير خاضع للشرعية المدعومة من التحالف يتحسرون على وضعهم ويتجهون للسلام طمعاٌ في أن ينال الشمال من الخير ما نالته عدن وناله الجنوب بشكل عام من بناء واستقرار..ولكن لو من عمل الشيطان. لقد بات التعجيل بإعلان نتائج الحوار الجاري في الرياض بين الشرعية والانتقالي بات ضرورة عاجلة للخروج من الوضع الحالي وانهاء معارك الاستنزاف المكلفة للجميع والاتجاه للسلام الشامل في الجنوب ثم في اليمن بشكل عام. إن تواجد وفد الشرعية التي تتخذ من الرياض عاصمة دائمة لها ووفد المجلس الانتقالي الجنوبي في ظل استمرار المعارك في أبين كل يوم أمر يثير الاستغراب عن جدوى ذلك الاتفاق الذي مضى عليه 7 أشهر دون تنفيذ..! إن بقاء عدن ومعظم المناطق الجنوبية كما هي معطّلة من التنمية والبناء لدوافع سياسية لن يمنع أنصار استقلال الجنوب من المضي في خيارهم لأن ذلك المطلب لم يكن وليد 2015م بل منذُ يوليو 2007م أو منذو 94م والتعطيل يزيد الناس كراهية لمن يتسببون به. من التاريخ قبيل استقلال الجنوب في 67م وبعد الاستقلال حصل صراع بين أقطاب الجنوب الجبهة القومية وجبهة التحرير وبين اجنحة الجبهة القومية..لاحقا الحزب الاشتراكي...يحدثننا الفقيد اللواء محمد قاسم عليو الله يرحمه ذات مرة عن العم الفقيد العقيد محمد سعيد شنظور محافظ للحج بعد الاستقلال ومن ثم محافظ لحضرموت..عن جهودهم لوقف الصراع الجنوبي في تلك الفترة. فقال...ظل عمك الفقيد محمد سعيد شنظور الله يرحمه ومعه مجموعة من الخيرين يبذلون مساعيهم لوحدة الصف حتى بعد ان تحقق الاستقلال لكنهم عجزوا, فاضطر الله يرحمه لتقديم استقالته من السلطة في بداية السبعينات وسافر ليعمل سائق سيارة في الكويت بعد ان وجد ان العقل والحكمة لامكانة لهما في ذلك الزمن...! حتى قرر الاشتراكي دعوته للعودة للوطن في عام 1985م بأن قيادة الرئيس علي ناصر والعميد علي عنتر وزاره العديد من القادة للبيت لطلب عودته للعمل لكنه اعتذر.. وماهي الّا أشهر حتى كانت الأقدار قد صادفت باندلاع الصراع في 86م ليعود العقل للغياب مجددا..! اللهم ارشدنا إلى الحق وارزقنا عقول تعي الخير العميد متقاعد علي زين بن شنظور ابوخالد 16 شوال 1441هجرية