هل اتفاق جدة في صالح الشرعية أم في صالح الانتقالي؟ أولا - من المؤسف أن يطرح مثل السؤال وكأن هذا الاتفاق يبرم بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما ينبغي للأطراف أن تفكر بهذه الطريقة وعليهم التفكير في صياغة اتفاق يكون في صالح البلاد قبل أن يكون في صالح الشرعية أو الانتقالي. ثانيا - الاتفاق حمال أوجه ويستطيع كل طرف أن ينظر إليه من الزاوية التي يريد كما يستطيع كل طرف أن يحتفل بهذا الإتفاق ويعتبره نصرا له. - ومن الجدير بالتأكيد هنا أن السعودية حتى وإن كانت في أعلى مستويات الحيادية فإنها لا تستطيع أن تصيغ اتفاقا يكون في صالح طرف دون طرف لأن الطرفين متنازعان وسياسية فض التنازع عادة تنهج منهج البحث عن توافق وتقارب والبحث عن مشتركات مع تقديم تنازلات. - البحث عن نتائج الاتفاق بين سطوره يعود إلى النوايا السعودية فهي وحدها تستطيع تأويله عمليا على الأرض، فلو كان من خطتها دعم الشرعية على حساب الانتقالي فإن هناك مساحات واسعة في الاتفاق تساعدها على ذلك خاصة أن جميع أوراق اللعبة بيدها وكذلك العكس صحيح فلو هي متحيزة لصالح الانتقالي فهذا الاتفاق يفتح لها كل أبواب فكفكة الشرعية وإرسالها إلى سلة المحذوفات . - أما إن كانت السعودية تريد أن تنهي فوضى المعارك الجانبية وتقضي على التصدعات بين حلفائها لتوجههم نحو العدو المشترك في شمال الشمال فتستطيع أن تفرض وتخلق انسجاما تاما بين كل هذه القوى الحليفة بما تملك من تأثير عليها وبما تعلمه من حاجتهم الماسة لها. من المفترض للجنوبيين ولليمنيين في الجبهة المناوئة للحوثية استصحاب حسن النوايا فيما بينهم إن وجدوا من السعودية نية صادقة لإنها الانقلاب الحوثي واستعادة الجمهورية ومن ثم المضي قدما في معالجة جميع القضايا العالقة بالتشاور والتفاوض. ناصر الوليدي