أما آن الأوان لتختفي السحب عن وجة شمسنا ، و تلامس ألسنة الشمس مسامات خدودنا ، لتلسع رواسب شتاتنا ، و تحرق تنوع جيوشنا ، و تخلق من رمادها جيش واحد يحمكنا . أما آن الأوان ؟ تلتم جيوشنا تحت نبض قلب واحد ، و تجمع شتات خلايا جيوشنا ليخلق جيش واحد , يتنفس برئة واحدة ، شهيقها و زفيرها من كل روح من كل بقاع أرضنا الحبيبة ، و ينقش في بؤبؤ أعيوننا شعار عسكري واحد ، نحتمي بظله من شعارات الوقت الراهن ، و يزين أجسادنا بزي عسكري ذات لون واحد ، و ينشد على طبلات مسامع جيشنا نشيد واحد ، و نركع جميعنا تحت ميزان قانون و نظام واحد ، لنصبح ذرع الوطن الواحد الذي يضم كل واحد ولا يستثني وأحد عن وأحد ، و نخضع للقسم الذي يبقينا كجسد واحد ، و عن ظهر قلب نحفظ مبادئنا و حقوقنا و وأجباتنا وأحد تلو الواحد .. متى متى متى يلتم شتات جيشنا ؟؟؟ أما آن الاوان ؟ ليكتمل القمر و يصبح بدراً ، و يرسل أشعة نوره ، ليعمي عيون من يهدد أمننا في بيوتنا و شوارعنا ، و يطفىء بنوره جميع المصابيح و ينير مصباح واحد دون غيره ، الذي يمثل جهة رسمية ويمثلنا . أما آن الاوان ؟ أن يعم الأمن و الأمان بيد رجال الأمن تحت رأية واحدة ، لتنام كلتا أعيوننا مغلقة بدل من عيناً واحدة . أما آن الأوان ؟ تقرع نواقيس الأمان و تعشعش السكينة على مسامات شوارعنا ، و يحكم حلقات و مفاصل طرقنا رجال الأمن دون سواهم الذين سيقبضوا بكلتا أيديهم السلاسل الملتوية و المقيدة باطراف مداخل محافظاتنا , ليحمونا من كل من أراد أن يزعزع أمننا و سكينتنا . أما آن الأوان ؟ نرى شعاع اللون الأزرق الفاتح و الغامق ( المرور ) مطرز على كل جولات شوارعنا منصوب بهيبته مترصدآ بعينيه الصقرية كل مخالف ليغصبنا ويفرض علينا احترام إشاراته و ينظم سرعات و يضبط مخالفات سياراتنا ، ليعم الهدوء و الطمأنينة ، ويخلق بين أخلاقنا الأنضباط و الأحترام بين السائقين و شوارعنا .. متى متى متى يستتب الأمن والأمان ؟؟؟ أما آن الأوان ؟ نحصد المحصول قبل أن يستمر بحصده غيرنا ، نجني ثمار بساتيننا و توزع فيما بيننا و عبر أيدينا , و تلتهمها أضراسنا بدلآ من أن تراها أعيوننا و يلتهمها أضراس جيراننا و أعدائنا ، و ننهي عصر ( ثرواتنا لغيرنا ) . أما آن الأوان؟ أن نحتفل ونطلق الألعاب النارية في سماؤنا شهريآ بدل أن تطلق فصليآ أو سنويآ بقدوم زائرآ ( الراتب ) الذي يبهج ويسر ناظريه بل يعشق و يحب ويغرم به كلآ من الصغير والكبير ، العاقل والمجنون ، الغني والفقير لأنه يسكت أنين بطوننا ويمنع اهتزاز أجسادنا و ينتشل خوفنا وقهرنا وألمنا على فلذات أكبادنا من أن يصيبهم الجوع و العطش .. متى متى متى يستقر راتبنا وثروتنا ؟؟؟ أما آن الأوان ؟ نستفيد من سحاب سماؤنا ، و نجعل قطرات أمطارها تلامس قلوبنا و عقولنا و أعيوننا ، لتغسل مفاهيمنا وأفكارنا لنبداء ونستفيد من ثروات أرضنا ، و ينعم الصغير والكبير ونمنع رحيلها إلى أراضي جيراننا و أعدائنا . أما آن الأوان ؟ يستقر حبيبنا ( عملتنا ) في أحضاننا ، ويجد الأمان فيما بيننا وتنتهي معاناته وتشرده ونحميه من كل خصومه الذين يترقبوه ليضربوه ثم يمرضوه ليضعوه في غرفة الأنعاش ، فلا يتركوه يموت ولا يتركوه يستقر لأنهم يسعدوا عندما يراوه أمام أعيونهم ينهار ، لعلمهم اليقين بأن بعد إنهياره سيأتي إنهيارنا .. متى متى متى تستقر عملتنا وثروتنا ؟؟؟ أما آن الأوان ؟ لنسمع أصوات قلوبنا ، و نتجاهل حديث عقولنا ، و نبحث عن الأخوة و المصلحة العامة ، و نترك الفائدة و المصلحة الخاصة . أما آن الأوان ؟ نتحد كيد واحدة ونرسم بفرشاتنا كل ماهو جميل في حياتنا وحياة أبناؤنا ، و لانترك أحد غيرنا يرسم حياتنا أو يعبث بلوحاتنا . أما آن الأوان ؟ نتجاهل طموحاتنا ومصالحنا الذاتية ، ونقتل أحقادنا ، لأجل فلذات أكبادنا و نرمي ماضينا ونصب تركيزنا على مستقبل أولادنا ، و نعمل المستحيل حتى لا يذوقوا مرارة معاناتنا ولا يروا كوابيس أباؤهم .. متى متى متى نتوحد لأجل وطننا ؟؟؟ أما آن الأوان ؟ يرفرف التعليم في ربوع وطننا ، يحدق بكلتا عينيه على كل مدارسنا ، و يرمم بجناحيه كل صف و طاولة وكرسي ليستقر العلم في بيته الرسمي الحكومي ، و يعيد للمدرس مكانته وإحترامه ، و تبداء حروف لغتنا العربية تتمشى في عروق مدارسنا الحكومية التي ستقضي على كل عتمة تجهيل غزت عقول أولأدنا ، و تفتح أمام عيون أطفالنا كل نوافذ العلم والثقافة لينسجوا منابر ومنصات مستقبلهم . متى متى متى تنتهي المدارس الخاصة ؟؟؟ أما آن الأوان ؟ تستقر أرواحنا , و لا تفكر بهجران أجسادنا ، وتجد الأمان في حياتنا ، وتتحرر من معاناتنا ،وتطمئن بنعيم مستقبلنا . أما آن الأوان ؟ تنعم أجسادنا بأبسط حقوقها ، فلا تقهرها عقولنا و تفاكيرنا اللذان ينظروا فقط إلى تحت أقدامهما ، و لا يجوعها غلاءنا ، و لا تظلمها حروبنا ، ولا يجرحها سلاحنا ، ولا تمرضها أوبئتنا . أما آن الأوان ؟ نتحرر من ماضينا ولا نعيد تكراره ، نستيقظ من سباتنا و نتحكم بحاضرنا ولا غيرنا يشاركنا ، و نخلق بأيدينا مستقبلنا و مستقبل اولأدنا ، مختلف كليآ عن مستقبل أباؤنا ، ونغرس هيبتنا وجبروتنا في يقضة وأحلام جيراننا و أعدائنا ، ليعجزوا عن التفكير في التأمر علينا والمساس بتراب وطننا قرة أعيوننا ... متى متى متى يا شعب الجنوب متى ؟