يقول ابو باسل وداعه ابني عصاني واجماعه قلبي قنع منه قناعه لما سمع حاسد وشاني من يوم عاده طفل يرضع جوعت بطني لجل يشبع وكنت خايف لا يجعجع ابني وهو جاهل جناني انذرت له روحي ودمي من اجل يرفع فوق اسمي شقيت لما رك جسمي وعشت لجله كم أعاني من الدراسه قد تخرج وقال لي يشتي يزوج سانيت له ذي كان اعوج لما انا بحسن زماني فتره وان ابني تغير ماشي عليا قط تخبر هو والمرة يمسي يكركر واصبح حرد مني ضناني واصبح على فتة ومشروع وبوه يتالم من الجوع وخاف لو قد قلت مقطوع هو والمرة يقطع لساني وقلت: ابني يا خسارة!! جوب عليا في جسارة ماتستحق حبة سجارة وقلت له ربي كفاني ياناس قلبي كم قطر دم من الولد قلبي تحطم ابني طلع جاهل وابكم لما في الجمرة كواني قلد عليا وحش شاجع واقبل بيده فاس قاطع واعتبرته ابن صايع ضحك عليا كل شاني صلوا على سيدي محمد صلاه طول الوقت سرمد إعداد ما العصفور غرد بصوته الي قد شجاني. ليس الشعر غزلا كله ولا وطنية ونضالا فحسب ولكنه يشمل كل تجارب الحياة، وكل موضوع يصلح أن يقال فيه الشعر إذا كانت هناك علاقة وجدانية بين الموضوع والشاعر ولو في لحظة معينة من الزمن . فهذه المروحة الواقفة فوق رأسي مثلا تصلح أن تكون موضوعا شعريا حين نبات ننتظر حركتها والعرق يغسلنا او حين تتحرك قليلا ثم تقف فجأة، فينفجر الاطفال يبكون من الحر. فما أجمل أن يتغنى الشعراء بآبائهم وامهاتهم وابنائهم وبناتهم و إخوانهم واخوتهم واصدقائهم وغير ذلك من الأقارب والمحيطين بهم. وأبو باسل النسري في القصيدة أعلاه يصور تجربة واقعية إنسانية ، وقد تعلمنا قديما أن الأدب تعبير لغوي فني جميل يعبر عن تجربة إنسانية واقعية عميقة. وهذه التجربة التي عبر عنها ابو باسل بهذه النفثه الشعرية المكثفة هي تجربة عقوق الوالدين او تجربة عقوق الولد لأبيه وما أمرها من تجربة ، ولقد صارت في مجتمعنا الراهن ظاهرة مؤلمة إلى جانب ظاهرة قطع الأرحام والغفلة عنهم . وليس شرطا أن يكون ابو باسل الشاعر شخصيا قد مر بهذه التجربة بنفسه، فربما يكون استشعرها واستلهمها من خلال الآخرين او صور تفاصيلها بخياله الخصب وإحساسه المرهف، فأنا اعرف ان أولاد أبي باسل مهتدون لأبيهم وامهم مثلما كان أبو باسل مهتديا لوالديه رحمهما الله تعالى. فاذكر أنه كان يرافق أباه مثل ظله فلا يفارقه. ولعل الشاعر قد مر بشيء من هذه التجربة المرة فكثيرأ ما ينزغ الشيطان بين الآباء والأبناء، وبعض الأبناء يتعامل بالجد والمنطق والشدة مع الآباء والأمهات ويتفلسف معهم عن الخطأ والصواب وما ينبغي وما لا ينبغي ، ويفند كلامهم وينتقدهم ويمارس عليهم إرهابا، وهذا الأسلوب غير صحيح مع الوالدين فالمطلوب رضاهم وارضائهم على كل حال بعيدا عن الحساب المنطقي الدقيق حتى إذا بدا له أنهما على خطأ . قال تعالى"وصاحبهما في الدنيا معروفا ". أبو باسل شاعر تلقائي لا يتكلف الشعر ولا يتعسفه ، يلتقي وإياه في منتصف الطريق فيتفقان إلى أين يذهبان معا . فشعره ينحدر كما ينحدر السيل من أعالي الجبال بكل تلقائية ويسر. أكتفي بهذا التعليق واترككم مع هذا الدرس الشعري الأخلاقي الممتع الذي جاء على شكل موشحة في الوزن ، والقافية فقد نوع الشاعر في قواقيه الداخلية والتزم قافية واحدة نهاية كل مقطع. وكل عام وانتم بخير.