(حت يحت حتاتة ) أتذكر أننا ونحن أطفال عندما يأتي موسم الجلجل ( السمسم ) في دثينة وبعد أن ننتخه ونجعله على شكل حزم في الأوصار ( البيادر) لكي يتعرض للشمس ويجف وييبس لتأتي مرحلة ( الحت ) أو ( الحتاتة) في ذلك الموسم كنا نتغنى أثناء ذلك ببيت من الشعر من تراثنا الزراعي فنقول خرجنا من عدن تاريخ سته وظلينا على امجلجل نحته حيث كان الفلاح يضرب هذه (الشون) الحزم اليابسة لتتساقط منها حبوب السمسم والورق فهل الفعل (حت ) عربي فصيح ومنه أيضا الحتاتة ؟ ذكر هذا اللفظ في عدة أحاديث وأخبار منها : عن ابن عمر رضي الله عنه كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أخْبِرُونِي بشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أوْ: كَالرَّجُلِ المُسْلِمِ لا يَتَحَاتُّ ورَقُهَا، البخاري ومنها عَنْ أَسْمَاءَ ، قَالَتْ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا تَحِيضُ فِي الثَّوْبِ ، كَيْفَ تَصْنَعُ ؟ قَالَ : تَحُتُّهُ ، ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ ، وَتَنْضَحُهُ ، وَتُصَلِّي فِيهِ البخاري. ومنها حديث المصافحة تتحات ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر. وغيرها وفي القواميس -- المعجم الوسيط الحتاتة من كل شيء / ما تناثر منه --- لسان العرب والحت / سقوط الورق عن الغصن وغيره وتحات الشيء/ تناثر -- مقاييس اللغة (حت ) الحاء والتاء أصل واحد وهو تساقط الشيء كالورق ونحوه -- تهذيب اللغة ومنه قول الشاعر تحت بقرنيها برير أراكة وتعطو بظلفيها إذا الغصن طالها -- الصحاح حت الورق من الغصن -- تاج العروس والحت سقوط الورق عن الغصن وبنفس المعنى في بقية القواميس