مثال فتحي عدن، نجيب القاهرة، فكلاهما ارتبطت كتاباته بحياة مدينته وجعلها مخزونا لابدعاته الصحفية والادبية الرائعه، وبمداد البحر دون بن لزرق يوميات عدن، وبمياه النيل وجريانها كتب نجيب حياة القاهرة ورسمها بخريطة الكلمات التي تمثل مفتاح لمعرفة ادق التفاصيل عن هذه المدينة العربية الاصيلة ومايعتمل في دواخلها من احلام واسرار دفينة يصعب على الزائر التعرف عليها ولو بذل مالا. معالي الاستاذ فتحي بن لزرق بات اليوم يمثل وجه عدن، و اسطورة الرواية العربية معالي الاستاذ نيجيب محفوظ يمثل وجه القاهرة وبادق ملامحها،وما كان لكل مهتم بشؤون عدن ان يجهل مفتاحها ودليلها المعرفي الاستاذ فتحي،وبالمثل مان كان لكل محب للقاهرة ان يجهل نتاج كاتبها الروائي المبدع الاستاذ نجيب. وكثيرة هي المدن التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بكتابها المبدعين،اللذين يجيدون نقل المدينة في كتاباتهم الابداعية المتنوعة واصبحت تمثل الوجه الحقيقي لها في كل شان، على احتفاظ بن لزرق ومحفوظ بخصوصيتهم من بين كتاب المدن،ومنذ تعاطيهم الاولي مع فنون الكتابة. وقد يتسأل البعض عن وجه الشبه بين كاتب صحفي ملهم ومعاصر ونابغة وكاتب روائي كبير،والجواب ببساطة كلاهما سخرا قدراتهم الابداعية المتميزة، في التعاطي مع شؤون وقضايا مدينته المختلفة والاهتمام بادق التفاصيل عن حياتها ودبيب البشر والنمل فيها على حد سواء، وبصورة لا ينافسهم فيها احد.، وكلاهما ارتبط بخصائص التعبير عن مدينته وباسلوبه الابداعي السلسل و المتميز، وجودة اعتمادهم على السهل الممتنع الذي ينم عن قدراتهم الابداعية الخلاقة على مفارقات الزمان بينهم ونوعية كتاباتهم ، نجح فتحي في اعطاء قراءاته اليومية لكل شاردة وواردة في عدن،ونجح محفوظ في تصوير القاهرة وتحويلها الى شريط مروي بالكلمات لمن لا يعرفها. والقاهرةوعدن من مدن الليل التي لاتنام و لا تمل من احاديث السياسة مع صعوبة الاختراق و الوصول الى القلب منهما.