أعترف أنني كنت على يقين تام بأن المملكة العربية السعودية والإمارات متفقتان في كل شيء يخص اليمن لكن دائما قد لا تكون الرؤى والتوقعات والقناعات التي نأخذ بها صحيحة أو مطلقة دائما فالحقيقة المطلقة تبقى دائما بالماديات الملموسة فقط. الفندم أحمد سعيد بن بريك والشيخ السلفي هاني بن بريك أحدهما يتهجم على السعودية والآخر يدافع عنها الفندم يهدد السعودية بغضب الشعب الجنوبي والشيخ السلفي يشكك بكل من يعادي السعودية ويؤكد أن المجلس الانتقالي سيظل إلى جانب المملكة وتوجهاتها ويبقى السؤال المجلس الانتقالي إلى جانب من؟! إلى جانب بن بريك الفندم أم إلى جانب بن بريك الشيخ السلفي؟! والإمارات تدعم من؟
الفندم المعادي للسعودية؟ أم الشيخ الداعم للتطبيع الداعم للسعودية؟! والسعودية تتجاوز تصرفات الإمارات أم منسقة معها؟!. حقيقة ليس كل ما نراه اليوم من ودّ بين الإمارات والمملكة هو كما نراه ظاهرا وخاصة بعد حادثة الهرولة والتطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الإمارات ومعارضة المملكة العربية السعودية أو امتناعها عن الهرولة نحو التطبيع ومن ورائها البحرين والسودان من حيث كان المتوقع أن تطبع المملكة إلى جانب الإمارات على حسب ما تم مشاهدته في الإعلام الإمارات والسعودي الرسمي وغير الرسمي مع تحفظي على إعلام المملكة الرسمي الذي لم يكن مندفعا نحو تلميع التطبيع كما حدث في الجانب الإماراتي؟!
ومن هنا تجلى الخلاف بين المملكة العربية السعودية ومشيخة الإمارات في قضية فلسطين وهي القضية الأم لتذهب دولة مشيخة الإمارات نحو التطبيع منفردة وغير قادرة على تبرير طعنتها للحق العربي والحق الفلسطيني وهي التي ملأت الأرض ضجيجا في الدعوة لمواجهة أعداء العرب (إيرانتركيا)؟
!. وليس بعيدا عن هذا ما يدور هنا فما يدور هنا في عدن وأبين والجنوبواليمن عامة لم يعد خافيا على أحد أن الإمارات انفردت عن المملكة وبنت لنفسها دائرة خاصة ما زالت المملكة تحاول جاهدة دخولها وحلحلتها من الداخل سواء عبر اتفاق الرياض أو عبر شق المجلس الانتقالي الذي ظل متماسكا في عبادة الإمارات حتى الأمس القريب الذي ظهر فيه اللواء أحمد سعيد بن بريك والشيخ هاني بن بريك الداعم للتطبع مع الكيان الصهيوني مختلفين تماما حول مواقف المملكة في جنوباليمن كما تقدم
. ومن هنا جاء السؤال الأهم من ينكسر أولا في جنوباليمن الفندم أحمد أم الشيخ هاني؟! المجلس الانتقالي الجنوبي أم الشرعية؟! الإمارات العربية المتحدة أم المملكة العربية السعودية؟!.. نعم ليس كل ما تراه ظاهرا حقيقة!.