تراجع اهتمام العرب بثوراتهم التحريرية الى الدرجة الصفرية او مابعدها ان وجدت في خانة الارقام، ولكنه الصفر بداية ونهاية كل حساب.ومحصلة حسابنا اليوم مع الثورات العربية للاسف صفر من الشمال، عقب عملية التجريف الممنهج لها في كل الاقطار العربية وضربها في عقر الدار بلا رحمة ولاشفقة بها اوبتاريخها، ابتداء بمصر مهد الثورات وانتهاء باليمن مهد العروبة وابطال الفتوحات. وكلها نسفت وبدون استثناء بسيناريو اجبني واحد وبادوات محلية تابعة وعميلة وشاركنا في قراءة فاتحة الكتاب عليها وان في ظلمات انفسنا التي هجرها الحق الثوري واختلط عليها حابله بنابله ولم تستطع على التفريق بينهما بعد اختلال معادلة العمل الوطني والتباس طهارة معانية في سوق العمالة والخيانة الرائجة تجارتها في حياة العرب اليوم،مما جعلهم يتسابقون على بيع اوطانهم وثوراتهم وبلا ثمن وبلا خوف حتى من التاريخ. فما الذي حصل لهذه الامة التي استفاقت بعد غفوة تاريخية غير بعيدة مع ثوراتها التحررية،وبها استعادة كل حق مغتصب لها في الوجود،ومن يقنعني بالجواب عن كيفية تخليها عن عهودها الثورية الساطعة كشمس النهار في حياتها،وكيف تحققت استجابتها الطوعية في المشاركة بقتل الثورات ووأدها مع تاريخها وفي غمضة عين وغفلة عقل توخي بتوقف الزمن العربي المعاصر على عقارب ساعة ذبح الثورات العربية واقطارها معا. وبالتأكيد هناك ارتباط وثيق بين تصفية الثورات العربية وخروج العرب كامة فاعلة من حركة التاريخ واختيارها بمحض ارادتها العيش على هوامشه من اليوم وصاعد، وهذه جريرة العرب الكبرى في الالفية الثالثة وقبولها بالبقاء على قيد الحياة فقط فاقدين ومفقودين ولا وجود لهم ولاثر في صناعة الاحداث الموجهة للعالم الحر ومايشهدها من ثورات رقمية مذهلة،لا ناقة ولا جمل للعرب فيها.سوى الحضور كمادة اعلامية مثيرة على الواحه الضوئية والتقنية المذهلة. اذن نجح الغرب من جديد في تجديد نومة العرب لحقب زمنية قادمة لايعلمها الا الله، وتأكد لهم وبما لايدع مجالا لشك خروجهم عن التاريخ المعاصر للبشرية وتحققت اهدافهم في نسيان العرب لثوراتهم باختفاء حتى ذكرى احتفالاتهم الوطنية بها في اقطارهم الممزقة بالحروب والتي ستبقى رهينة وغارقة في تبعاتها لسنين . ومما يبعث على الاساء هو مصادرة حق الاجيال العربية الرقمية والغائبة عن الوعي حتى في سؤالهم النمطي والمشروع متى تستفيق الامة من نومتها المعاصرة لا غفوتها المسكرة، و التي قد تطول، وقد يقتلهم الخوف ويستبد بهم الرعب من الجواب باستمرارها كنومتها التاريخية الاولى لسبعة قرون عجاف. وبالثورات العربية دخل العرب بوابة التاريخ وبموتها تحقق نبؤة خروجهم منها. متى يستفيق العرب؟ سؤلا جوهريا ووجيه وان كانت ستظل الاجابة عنه معلقة في رحم الغيب. ومادعاني للكتابة عنها هو حلول الذكرى السنوية لثورات العربية ومرورها في حياتنا مرور الكرام،وعليها وعلى العروبة ازكى تحية واطيب السلام.