حضرموت الضاربة في عمق التاريخ تميزت عما حواليها بما اختصها الله من ثروات , وكان الإنسان أغلى ما ملكت بقيمه النبيلة واخلاقه الفاضلة فذاع صيته في مشارق الأرض ومغاربها . تأن اليوم مما جرى لها من نهب للثروات وتزوير للتاريخ وانتهاك للقيم . لم يرض أبناؤها بما حل بهم , بل هبوا في كثير من الأحيان وحاولوا كثير من المرات لم شملهم , وتوحيد كلمتهم, فاستغله العاقون من ابنائها لتحقيق مطامعهم الشخصية , واشباع رغباتهم وقتل الحلم في المهد صبيا . تشهد حضرموت اليوم حراكا مجتمعيا مكثفا يقوده عدد من وجهائها ومقادمتها ومناصبها , لترتيب البيت الداخلي واصلاح ما طرأ من اختلالات , وضمان عدم تكرارها , مع الاستفادة من الأخطاء السابقة ووضع النظم واللوائح الضامنة و المنظمة . حضرموت - التي دأب الكثير على الاسترازق باسمها غير مكترثين للإجماع الحضرمي ومتطلبات البناء الحقيقي الذي يعيد لحضرموت المكانة اللائقة بها - في موعد مع نهضتها من جديد . عمل دؤوب, وجهود جبارة, وتحركات واسعة, مع تشكيل لجان تواصل لإشراك الجميع دون استثناء, بعيدا عن الانتماءات الحزبية والولاءات الضيقة , فهنا حضرموت تجمعنا ولا شيء غير حضرموت . اصلاح المؤتمر الجامع والحلف والمرجعية , واشراكهم جميعا في اطار موحد , وضمان عدم استغلاله من أفراد أو جهات هي الأولية والهدف المنشود . حلم كبير يتطلب جهدا أكبر , وهو ما يعمل عليه جنود مجهولون يجمعهم الحب والوفاء لهذه الأرض , تسلحوا بالصبر والعزيمة , وكثيرا من نكرات الذات , وما نيل المطالب بالتمني .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا . الوقوف معهم ومساندتهم وابداء الملاحظات والمقترحات واجب عند كل من يستشعر المسؤلية تجاه حضرموت في هذه اللحظة الفارقة من تاريخها . كل تلك الترتيبات وبالإستفادة من جميع التجارب السابقة , تسعى للإعداد وانجاح اللقاء العام لجميع مكونات وشرائح المجتمع الحضرمي القبلية والمدنية , ساحلا وهضبة ووادي , واخراجه في احلى حلة , والعمل المشترك من أجل انتزاع حقوق حضرموت المهضومة . كل التوفيق لأولئك القائمين على العمل وكلنا سنكون جنودا لإنجاحه حتى ننعم بغد أجمل .