(علي جارالله اليافعي وسياسة التنظير للكراهية ضد الشمال) مقال نشر في صحيفة الوسط العام (2009) ل د/ قيس محمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة اتهمني فيه بالتنظير للكراهية في كتاباتي ضد الشمال.. ساعتها رديت عليه بنفس الصحيفة واتهمت الحزب الحاكم بأنه السبب الرئيس الذي دفعنا نحو التنظير للكراهية التي فَهمت أنها ضد الشمال الجغرافيا والإنسان وقلت له نحن المظلومون الذين تم تهميشنا وطردنا من الشراكة التي قامت على أساسها وحدة (22/ مايو/1990) وقلت له إن كان لديك ما تقوله من نقدٍ واتهام بتغذية الكراهية لجهة ما؟ فعليك أن توجه كلامك للحزب الحاكم لعلي عبدالله صالح المتهم الرئيس فيها لا لعلي جارالله اليافعي وأمثاله من الذين يدافعون عن الجنوب المظلوم؟!. الآن نتساءل هل نحن أنا وغيري من كتاب الجنوب من بدأ سياسة التنظير الخاطئة ضد الشمال؟ أم الحزب الحاكم حينها؟ وهل انعكست سلبا على الجنوب اليوم أم لا؟ حقيقة سيكون من الشجاعة أن نعترف بأخطائنا في هذا الجانب لكن قبل كل هذا وذاك ما زلنا نؤمن حتى هذه اللحظة أن السياسة الظالمة من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم ضد الجنوب أرضا وإنسانا كانت السبب الرئيس في دفعنا للتنظير ضد النظام الحاكم في حينه ثم ضد الشمال عند البعض وهو ما انعكس سلبا اليوم على الجنوب كما نشاهد حاليا في رفض الجنوبيين بعضهم البعض والتنظير للكراهية فيما بينهم!. وبقدر إيماننا أن السبب كان الحزب الحاكم حينها فإن إيماننا يوازيه بأننا شاركنا في التنظير للكراهية بالأمس واليوم نكتوي بها أكثر من الشمال وبقدر ما نعترف اليوم بذلك فنحن نؤمن اليوم بأن انعكاس التنظير للكراهية ضد الشمال على الجنوب كان السبب الرئيس فيه هو انبعاث الحزب الحاكم (حزب المؤتمر) بصورة أخرى من جديد!.. وقد لا يكون بالضرورة حزب المؤتمر هو السبب المباشر في عكس سياسة التنظير ضد الوطنيين في الجنوب اليوم؛ لكن تحت مسميات أخرى وبدعم إقليمي نرى التخوين والتضليل والتكفير والرفض لأي صوت آخر يريد كشف ما يدور اليوم ونرى بنفس الوقت أن القائمين على هذا النهج هم أتباع عفاش بالمقام الأول؟!. نعم من الشجاعة اليوم أن نعترف أننا شاركنا في التنظير للكراهية ضد الشمال دون أن نفرق بين التنظير ضد الحزب الحاكم أم ضد الجغرافيا وهو ما نكتوي به اليوم هنا وسواء الحزب الحاكم (المؤتمر) اليوم هو السبب في انعكاس التنظير ضد الجنوب أم التدخل الإقليمي فنحن شاركنا في هذا الخطأ الذي نعاني منه اليوم أكثر من الشمال وبقدر ما نطالب الشمال السياسي بالاعتذار للجنوب عن أخطائه بالأمس واليوم سيكون من الشجاعة أن نقدم اعتذارنا للشمال أرضا وإنسانا ونقول لهم نحن لم نقصد التنظير ضد الجغرافيا والإنسان.. فقط أردنا التنظير ضد الحزب الحاكم في حينه وننصح أهلنا في الجنوب أن يتعرّفوا على قضيتهم بعيدا عن التخوين والسب ورفض الآخر، ونقول لهم إن ذلك لن يأتي لنا بالجنوب بل سيزيد من أسباب الفرقة والفشل فدون قبول الآخر سيكون لا فرق بين ما قام به صالح ضد الجنوب وبين ما نقوم به اليوم ضد بعضنا البعض تعاموا مع الآخر بأخلاق فإنما الأمم الأخلاق..؟!. د/علي جارالله اليافعي