قد تفرض عِدائية الآخرين وسلوكهم على الفرد أن يقوم بردود أفعال خارجة عن نطاق حدوده؛ ردود أفعال لا يُحبّها ولا يحب نفسه بها. فقد يستفزّك البعض لدرجة تدفعك بردة فعلك لتتحوّل إلى شخص لا يشبهك، لا يشبه روحك، ومع التكرار قد تُمسي بهذه الشخصية أكثر من شخصيتك الحقيقية. فإذا ما وصلت لهكذا مرحلة؛ فاعلم أنك في المكان غير المناسب ومع الأشخاص غير المناسبين والذين لن يكنوا لك إلاّ أعداء. فالإنسان ليس فقط بما يفعل ويعمل؛ بل أيضاً بما يتلقّى ويختلج داخله من ردود أفعال معينة قد تصل حدَّ الإنفصال عن شخصيته الحقيقية تباعاً لدرجة الشرّ والإستفزاز المُوجَّه له والحالة عموماً. من هنا، على الإنسان معرفة متى عليه التوقُّف عن التعامل مع هكذا نماذج واتخاذ قرار يُفضي بحماية إنسانيته أولاً قبل الانغماس بِشرّ الآخرين والعودة لشخصيته الحقيقية؛ فقد يتحوّل لشبيه لهم مع تلقّي الشّر لفترة طويلة ومحاولة امتصاصه دائماً ! . فالإنسانية قرار وليست مَحضَ صدفة !