تلقيت نبأ وفاة الشيخ محمد سالم لملح المردعي العلهي رحمه الله واسكنه الجنة..الذي وافته المنية صباح يومنا هذا الجمعة في صنعاء بعد معاناة مع المرض بداية ابعث التعازي لاولاد واسرة الفقيد الراحل ولكافة آل مردع.. سائلاً المولى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. حزنت كثيراً لوفاة الشيخ محمد رحمه الله وكم كنت اتمنى ان اراه ولو لدقائق.. لكنها الاقدار والحمد لله على كل حال.. الشيخ محمدسالم لملح(ربشا) هذا الاسم طبع في ذاكرتي وانا في الصف الثالث ابتدائي وعمري حينها عشر سنوات...! ورغم مرور عقود من الزمن إلا انني لم انسى ذلك اليوم الذي جعلني اكن له كل الحب والتقدير والاحترام...! وقبل ان اعود بك عزيزي المتابع للماضي البعيد مع فقيدنا الغالي اريد ان اشير الى انني عندما علمت بمرض الوالد محمد وانه اسعف لاحد المستشفيات بمحافظة البيضاء ثم الى صنعاء حاولت ان اتواصل لأطمئن على صحته وللاسف الشديد لم اتمكن.. وحملت سلامي لاحد المقربين له لينقله للفقيد ولاادري هل اوصل سلامي له قبل وفاته..؟! اعود لزمن دراستي في الصف الثالث ابتدائي وتحديداً بداية السنة الدراسية... استضاف والدي رحمه الله في تلك الفترة احد معارفه في منزلنا بمودية وكما هي عادة الضيف يحاول ان يتعرف على اولاد المضيف.. استدعانا الوالد رحمه الله وطلب منا ان نسلم على الضيف..وقال لنا هذا عمكم محمد سالم لملح.. دخلنا الغرفة ورأينا رجل فارع القامة ابيض البشرة ترتسم على ملامح وجهه ابتسامة فسلمنا عليه وعندما هممنا بمغادرة الغرفة إذا به يمسك بيدي ويجذبني نحوه ليسألني عن اسمي فأجبته .. وسألني في اي سنة ادرس فقلت له في الثالث ابتدائي..! بعدها خرجت من الغرفة لالحق بإخواني .. في اليوم الثاني عاد الوالد محمدسالم لملح (ربشا) ومعه والدي للمنزل وهو يحمل في يده كيس فدعاني الوالد محمد سالم ..ترددت قليلاً قبل ان يأمرني والدي رحمه الله بالاقتراب... عندها ناولني الوالد محمدسالم لملح ذلك الكيس وحاولت ان امتنع عن اخذه مع انني لاادري مابداخله..! وفي هذه الاثناء اخرج مافي الكيس فاذا به زي مدرسي متكامل( شميز ابيض وسروال كاكي قصير وجزمه بيضاء(شراع) مع الشراب الابيض)..! فقال رحمه الله هذه البدلة المدرسية هدية لك مني..! لم يكتفي بذلك بل اخرج من جيبه (ساعة صليب) وناولنيها وانا في اشد الاستغراب والذهول نظراً لصغر سني ثم لاني ارى ذلك الرجل الشهم لاول مرة في حياتي..! نظرت لوالدي فاذا به يبتسم ويأمرني ان اقبل الهدية من العم محمد...! اخذت الكيس وضميته الى صدري وخرجت مسرعاً لوالدتي التي كانت في المطبخ لاريها الهدية التي جعلتني اطير من الفرحة، ولم تسعني الدنيا في ذلك اليوم...! نهضت صباح اليوم التالي مبكراً لالبس البدلة والساعة استعداداً للذهاب للمدرسة وبمجرد وصولي لساحة المدرسة فاذا بزملائي يلتفون حولي ليشاهدوا(ساعتي الجديدة) التي تكاد تكون الوحيدة في المدرسة يحملها تلميذ في سني..! بعدها دارت الايام وانطوت السنين وعرفت الشيخ محمد سالم لملح (ربشا) عن قرب .. ومن يومها لم انسى تلك اللحظة التي اعتبرها اسعد لحظة في حياتي.. رحم الله الفقيد محمد واسكنه الجنة .. وجمعنا به في مستقر رحمته. إنا لله وإنا إليه راجعون.