منذ الوهلة الأولى حين سمعت بأسم الأخ الفاضل نايف البكري كمسؤول أول عن الرياضة في بلادنا تبادر الي ذهني ذلك الكاتب والمؤرخ الحضرمي الكبير صلاح البكري الذي قدم سيرة عطرة أظهر من خلالها سرد جميل ومفصل لتاريخ حضرموت من جوانب مختلفة.. كان صلاح بن محمد البكري إرشاديا ويميل في كتاباته بوضوح إلى ثورة جدنا الشيخ الجليل والمناضل الكبير صالح عبيد بن عبدات ضد الاستعمار البريطاني واعوانه ولهذا كتب عنها الكثير.. ومن حسن حظي أنني التقيته قبل وفاته في مدينة بوقور الاندونيسية قبل نحو أكثر من ربع قرن وأهداني بعض من مؤلفاتة. لهذا كنت أتطلع لنايف البكري هذا الوزير الشاب من الزاويه البعيده التي عرفت من خلالها البكري المؤرخ فبعض الأسر فيها جينات متوارثه تحمل فكر وابداع مصحوبة بشهامة وببساطه وتواضع وحقيقه هذا ماوجدته ماثل امامي في شخصية احد أحفاد أسرة ال البكري واقصد نايف .. الذي لم التقي فيه من قبل وربما يعرفني كأسم في عالم الصحافه الرياضيه والرياضة عموما كما اعرفه انا من هذا الباب. مساء الأربعاء الماضي جائني اتصال من الأخ العزيز رياض بن صلاح الجهوري مدير عام مكتب الشباب والرياضة بوادي وصحراء حضرموت هذا الشاب الجميل المفعم بالحيوية والنشاط يخبرني فيه ان وزير الشباب والرياضة متواجد في رحاب مدينة العلم والجمال والدان سيئون الطويلة وأنه في صدد الزيارة صباح غدا لبعض المنشآت الرياضية. فبكرت غبش واتجهت بعجلات سيارتي نحو الاستاد الأوليمبي وحين وصلت وجدت الجميع في حرم كلية التربية البدنية الملاصقة للاستاد وهناك أول من قابلت ضمن الوفد الزائر للمدينة هو الأخ الفاضل رمزي محروس محافظ أرخبيل سقطرى الذي فرح لرؤيتي فقد عشنا معا ايام جميله مع بعض أثناء بطولة كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت في الإمارات بدعوة كريمة من اللجنة المنظمة مع كثير من الإعلاميين والمسؤولين الرياضيين العرب وغيرهما. وعقب لحظة هذا اللقاء أتت اطلالة ابن البكري وبعد الترحيب به من قبلي كأقل واجب لضيف على أرض اهلي واجدادي حضرموت انطلق الموكب في اتجاه صالة الفقيد على بامعبد الرياضيه في حي مريمه إحدى ضواحي مدينة سيئون وهناك انتهزتها فرصة أن ألتقي البكري وأجريت معه حوارا أو تصريح مختصر لأحد المواقع الرياضية العربية. تكلم فيه بلغة تشعر بداخلها كثير من المصداقية و الطيبة و الروح النقيه الصافيه البعيدة عن البهرجة والتزييف والمخادعة السياسية. أقول ذلك بصراحة وانا من طبعي لا أعرف المجاملة والتدليس فقد رأيت أمامي شخصية استشعرت بداخلها نوايا طيبة للعمل خدمة لهذا القطاع الكبير التي ركيزته الأساسية الرياضيون والشباب. وفي تلك الاثناء و اللحظات البسيطة كان هناك شيء من زيادة التعارف وتبادل لبعض الكلمات وفي لحظة وجدتة يشد بأحد يديه على سواعدي ويشير إلى وكيل الوادي والصحراء عصام بن حبريش الكثيري فقلت في قرارات نفسي وبعد كل هذه المسيرة الطويلة التي خدمة من خلالها بلدي وحققت مالم يحققه الكثير ولله الحمد سوى على المستويين المحلي والعربي والقاري ولهذا أجد دائما التقدير والتشريف ياتي لنا من الخارج أكثر مما يلتفت لنا الداخل او الوطن الذي عملنا كل ذلك من اجل رفع شأنه. نعم قلت في قرارت نفسي لماذا الإشارة إلى هناك ووزارتي أيها الوزير هي التي لم تنتبه الى الكثير ممن خدم البلد ورفعوا من شأنه ولازال البعض يواصل مشوار ذلك العطاء ويقدم كل مايملك من فكر وابداع لرفع شأن بلده رغم كل التهميش والتقصير اتجاهه فالشخص الوطني لا ينظر دائما غير أن يقدم كل ماهو جميل ورائع ليلفت من خلاله أنظار الآخرين له ولبلده بإعجاب وتقدير كبير. اخيرا ليس معي من قول سوى أن ابعث تحيه للأخ الفاضل نايف بن صالح البكري الذي بكرت من أجله غبش لاجد فيه شخصا يحمل آمال وروحا طيبه وهما وطنيا محاطا بكثير من الصعاب.