إن الإشكال الكبير الذي تعيشه الأزمة اليمنية منذ اليوم الأول للحرب هو توصيفها الخاطئ. فالكثيرون من النخب السياسية والمحللين وأطراف الحرب لم يدوكون مخاطر التماهي مع التوصيف الخاطئ للحرب الذي كرسته ماكنة الإعلام... وعدم معرفة أطرافها الحقيقيين رغم ما أثبته مسرح عمليات الحرب خلال الخمس السنوات من شواهد ومعطيات حقيقية جسدتها دماء الشهداء على أرض الواقع . إذا ما هي حقيقة الحرب في نظر أطرافها ؟؟؟ * الحوثي كطرف في الحرب ومسبب لها، فحرب الحوثي لم تكون ضد الشرعية كما تم تصورها من قبل الشرعية والحوثي في بداية الحرب. بل اثبت الواقع أن حرب الحوثي هي حرب بالوكالة نيابة عن قوى إقليمية تستهدف المنطقة وخصوم إيران من ناحية؛ ومن ناحية أخرى هي إنقلاب على ثورة 26 سبتمبر وإستعادة حكمهم المسلوب منهم منذ ستينات القرن الماضي. * حرب الشرعية ضد الحوثي هي حرب صورية كما تم تسويقها لكنها في الأساس حرب الدفاع عن مصالحهم الذاتية، لذا فاستمرار الحرب بالنسبة لهم هي أكبر مكسب من الانتصار ذاته طالما استطاعت أن توضفها لكسب المزيد من المصالح والامتيازات التي لا تستطيع ان تحصل عليها في الظروف الطبيعية . * حرب الجنوبيون هي حرب الدفاع عن وطنهم واستعادة دولتهم المحتلة من ناحية؛ ومن ناحية أخرى فهي حرب ضد الارهاب والدفاع عن أمن المنطقة.